جريدة

أعبي ابراهيم يكتب: عن إفلاس التنمية بالجنوب الشرقي- جهة درعة تافيلالت

يعيش الجنوب الشرقي الجهة الأكثر تهميشا في بلادنا، غياب نظرة شمولية تعطي حقها لهذه الجهة المنكوبة في شتى المجالات ولن تجد قطاعا معافى في هذه الربوع المنسية القابعة تحت مخالب النسيان رغم ما تزخر به من مؤهلات طبيعية وثرواث باطنية يمكنها بأن تقلع بهذه الربوع إلى مصاف الجهات الواعدة وخلق استثمارات عملاقة تعود بالنفع العميم على الساكنة وتقطع دابر الفقر المدقع الذي تعيش فيه ساكنة هذه الربوع الممتدة على مرمى البصر.

ولعل السياسات الحكومية المتعاقبة ما فتئت تدير بظهرها لهذه الجهة وتعلن عنها طلاق الشقاق بينها وبين التنمية التى أبت إلا أن تغادر إلى أماكن أخرى لتراكم زواج المتعة مع مختلف الجهات والأقاليم وتترك التنمية طليقتها في الجهة بالجنوب الشرقي تعاني تبعات الطلاق وتضظر إلى تدبر أمورها وحيدة بعد أن خانها قطار التنمية ويتيه، أبناء الجنوب الشرقي في غياهب اليتم التنموي في غياب الأب الذي فضل زواج المتعة مع بقية الجهات تاركا أبناءه يعانون مرارة الهجر والنسيان طامعين بأن الأب سيعود يوما حاملا معه بشائر التنمية التى منحها لبقية ربوع المغرب. معاناة الهجر التنموي ليست وليدة اليوم فقط فهي تراكمات تاريخية مازال الجنوب الشرقي يعاني تبعاتها إلى اليوم، في حنين وانتظار لمن ينظر بعين الجود لهذه الربوع وينتشلها من مستنقع الإهمال لعلها تكون بحلة تنموية تداوي به جراح اليتم والإقصاء التنموي المنتشر كالسرطان في جسد مترهل ونحيف بمناخه القاسي وتضاريسه الوعرة.

فمن يغيت المستغيت إذا أستغات ومن يستمع لهموم ضلت جبالا شامخة في وجدان ربوع منسية من هذا الوطن الكبير، كل يوم تزداد مطالبنا لوقف النزيف المستشري في هذه الربوع المنسية وإطلاق مخططات استعجالية تقوم على انتشال المنطقة من التهميش والضياع ودمجها في مخططات التنمية التي تطلقها الحكومات المتعاقبة بعيدا عن هذه البقعة الجغرافية التى لا حظ لها إلا في المناخ القاسي والتضاريس الوعرة
قدرنا في الجنوب الشرقي أن نعيش في حضن وطن عاق بأبناء الجنوب الشرقي ويمارس علينا التمييز التنموي.

فهذه جهات مصابة بالتخمة التنموية وهنا بالجهة نعيش العقم التنموي وهناك جهات تعيش على نعيم تنموي فاحش والجهة ها هنا سقيمة وكأننا لسنا من صلب الوطن وترانا نعاني في صمت وسط إخوتنا الغارقين في البذخ والعطاء التنموي من الوطن. ترى متى سيحن قلب الوطن الكبير لهذ الجهة المتشبتة بالأصل منتظرة الجود والكرم من الوطن. ترى متى سيلتفت هذ الوطن الكبير لهذه الربوع الأبية التى مازالت تطمح بأن يشملها العطف التنموي وتغرد بأهازيج الفرح والسرور بعودة المياه إلى مجاريها.