جريدة

بطولة أمة ..وانكسار الغزاة حروف من وحي ملحمة الغزو البرتغالي على مدينة الشحر

كتب احمد زين باحميد

نصف قرن مضى ،ولم تزل ذاكرة الحضرمي تنظر إلى اللحظة كأنها أمس.
نصف قرن مضى وشخوص الأحداث وساحات المدينة العتيقة تفوح منها رائحة زكية ندية تذكر بالشهداء والعلماء والجرحى والليلة الحزينة .

نصف قرن مضى كانت تلكم في وقتها ليلة الجمعة صبيحة 29ربيع الثاني عام 929للهجرة النبوية الشريفة الموافق 28فبراير 1523للميلاد .

غزاة برتغاليون يتلون بهم ساحل المدينة المسالمة يتذرعون بأعذار واهية مقتل برتغالي ونهب أمواله مجرد ذريعة ليس إلا، لكن القائد الصناديد مطران بن منصور أدرك بفطنته وحنكته ماذا يريد الطامعون، فعقد مجلسا تشاوريا وعمد إلى إخلاء المدينة من النساء وترتيب بعض الأمور مع الأعيان وذوي الرأي بالمدينة.

ظن الغزاة أنهم قادرون على شيء، كانت المدينة تبدو مدينة أشباح في ليلة حزينة لكنه كتب لها فصلا سيظل يروي بطولة نادرة وتضحيات كانت سفرا لهذا الجزء من الوطن الحبيب. استشهد الرجال سقط الفقيه العلامة يعقوب الحريضي في حافة القرية، والشيخ حسين العيدروس في شارع السوق الرئيسي المعروف الأن مطراق حنين والشيخ أحمد بن عبدالله بأفضل حافة بلحاج وباتت مدينة الشحر ليلة حزينة كاسفة، لكن المدافعين استطاعوا لم صفوفهم من جديد كانت معارك ضارية امتدت حتى الاثنين خلالها أصابت رصاصة طائشة من بندقية برتغالية الأمير مطران بن منصور استقرت في جبهته فخر شهيدا صعد الغزاة سفنهم مخلفين قتلاهم يجرون أذيال العظيم والانكسار وقد رأوا بأم أعينهم جيشا قادما من المشقاص إلى الشحر.

كتبت الشحر بحضرموت ملحمة تاريخية سياسة واضحة يظل شامة على جبين الإنسانية تحكي بطولة أمة وانكسار الغزاة.