جريدة

وقع المغرب وإسبانيا، 19 مذكرة تفاهم و خطوة لإعادة العلاقات بين البلدين

وقع المغرب وإسبانيا، الخميس، 19 مذكرة تفاهم تشمل مجالات تعاون متعددة.

وجرى توقيع مذكرات التفاهم في ختام اجتماع اللجنة العليا المشتركة المغربية الإسبانية في الرباط، الذي استمر يومين.

ووقع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره الإسباني خوسي مانويل ألباريس، اتفاقيتين تتعلقان بمجال التفاهم الثنائي والتعاون في مجال الهجرة.

ووقع وزراء حكومتي البلدين الاتفاقيات الأخرى، وتتعلق بمجالات السياحة، والنقل، والبيئة، وحماية المناخ، والتنمية المستدامة، والصحة، وتنمية الفلاحة، والثقافة والتكوين المهني، والبحث العلمي.

وشملت مذكرات التفاهم أيضا، مجالات البنى التحتية وإدارة التطوير وحماية الموارد المائية، والتعاون التقني في مجال الحماية الاجتماعية.

ويأتي اجتماع اللجنة العليا المشتركة المغربية الإسبانية، عقب أزمة دبلوماسية بين البلدين على خلفية إقليم الصحراء، انتهت في مارس/ آذار 2022، بإشادة مدريد بمقترح الحكم الذاتي المغربي لحل النزاع بالإقليم، وهو ما رحبت به الرباط.

واندلعت أزمة بين البلدين حين استقبلت مدريد في أبريل/ نيسان 2021 زعيم جبهة “البوليساريو” إبراهيم غالي بـ”هوية مزيفة” ودون إخطار الرباط، وهو ما اعتبرته الأخيرة “طعنة في الظهر”.

وتقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا بإقليم الصحراء تحت سيادتها، بينما تدعو “البوليساريو” إلى استفتاء لتقرير‎ المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم.

وتوجد قضايا خلافية بين المغرب وإسبانيا، على غرار مدينتي سبتة ومليلية الواقعتين في أقصى شمال المغرب وتديرهما إسبانيا، والجزر الجعفرية، فضلا عن جزر صخرية أخرى بالبحر المتوسط، وتعتبرها الرباط جميعا “ثغورا محتلة”.

ووصل رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث إلى الرباط على رأس وفد يضم 12 وزيرا في حكومته لتوقيع هذه الاتفاقيات لتعزيز التجارة والاستثمار بما يشمل تسهيلات ائتمانية تصل إلى 800 مليون يورو (873 مليون دولار) والتقريب بين البلدين في قطاعات أخرى غير الهجرة.

وفي ختام الاجتماع الرسمي، أصدر البلدان بيانا مشتركا أعربا فيه عن “التزامهما باستدامة العلاقات المتميزة التي جمعتهما على الدوام” وأكدا على‭ ‬”رغبتهما في إثرائها باستمرار”.

وجدد البلدان أيضا “التزامهما بحماية وضمان حقوق الإنسان كقاعدة لا محيد عنها”.

وأشارا إلى “قمة حلف شمال الأطلسي في مدريد باعتبارها لحظة تاريخية في علاقة الحلف مع الضفة الجنوبية التي يقوم فيها المغرب بدور مهم من خلال مشاركته في الحوار المتوسطي”.

وأثنى المغرب أيضا على “دور إسبانيا في إطار مجموعة العشرين من أجل الانتعاش الاقتصادي العالمي وكذا علاقتها المتميزة مع أمريكا اللاتينية والكاريبي والمجموعة الايبيرية الأمريكية”.

من جهة أخرى جددت إسبانيا “موقفها الذي ورد في الإعلان المشترك بتاريخ 7 أبريل 2022 عقب اللقاء بين ملك المغرب محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية سانتشيث”، والذي دعم مقترح المغرب لمنح إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه بين المغرب وجبهة البوليساريو حكما ذاتيا في إطار السيادة المغربية.

ولم تقبل البوليساريو وحليفتها الجزائر هذا المقترح.

وقال رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش خلال انعقاد هذه الدورة أمام الصحفيين “المشاركة الوازنة للوفد الإسباني في هذه الدورة تعبير صغير عن مدى قوة أواصر الصداقة والتعاون التي تجمع المغرب وإسبانيا وتجسيد للإرادة القوية والالتزام الراسخ للبلدين للعمل سويا من أجل شراكة متميزة متجهة بثبات نحو المستقبل”

ووقع مذكرة التفاهم، كل من وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، وخوسيه مانويل ألباريس، تهدف إلى تقوية الروابط الثقافية بين المؤسستين، لتعزيز حماية وصون تراثهما الببليوغرافي، من خلال تبادل الممارسات الجيدة والخبراء في مجال علم المكتبات، والتعاون في نشر التراث الذي يتقاسمانه.

كما تم توقيع مذكرة تفاهم أخرى بين مؤسسة أرشيف المغرب ووزارة الثقافة والرياضة بالمملكة الإسبانية في مجال الأرشيف.

ووقع هذه المذكرة بنسعيد، ووزير الثقافة والرياضة الإسباني، ميكيل إيسيتا ليورنس، بغية تعزيز التعاون في مجال الأرشيف بين البلدين، من أجل تقوية المعرفة بالأنظمة والممارسات في البلدين، وكذا تبادل النماذج والأساليب في هذا المجال، ونشر الممارسات والتجارب الجيدة.

من جهة أخرى، تم التوقيع بالأحرف الأولى على بروتوكول مالي من طرف كل من وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح العلوي، وزيرة الصناعة والتجارة والسياحة، ماريا رييس ماروتو.