أحياء الدكرى 80 لانتفاضة فاس التاريخية .
انعقد في مدينة فاس تخليد الذكرى الـ 80 لانتفاضة 31 يناير 1944، التي تعد محطة تاريخية نضالية متميزة شكلت تحول نوعي في مسيرة الكفاح الوطني بالمغرب.
وأكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري، في كلمة بالمناسبة، أن تاريخ 11 يناير 1944 يعتبر يوما مشهودا في التاريخ النضالي الوطني، حيث وثق لحدث تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال للسلطات الاستعمارية وممثلي الهيئات الأجنبية بالمغرب، مشيرا إلى أنه تم التحضير لهذه الوثيقة بمنتهى السرية.
وأوضح أن السلطات الاستعمارية سعت جاهدة إلى ثني السلطان محمد الخامس ومحاولة إقناع الحركة الوطنية بأن الوقت غير مناسب لتقديم الوثيقة، إلا أن كل محاولاتها باءت بالفشل.
وتابع السيد الكثيري أن السلطات الاستعمارية شنت حملة اعتقالات واسعة في صفوف الوطنيين، خاصة منهم الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال، الشيء الذي مهد لانتفاضة شعبية قوية انطلقت شرارتها الأولى في 29 يناير 1944 بمدينتي الرباط وسلا.
وأشار إلى أن الحركة الوطنية قامت بتنسيق وتناغم مع بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس، بتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944، والتي أنهت مع فترة المطالبة بالإصلاحات واتجهت إلى مرحلة المطالبة بالإستقلال.
وأبرز أن السلطات الاستعمارية اتخذت عددا من الإجراءات والتدابير تحسبا لوقوع اضطرابات مثل التي وقعت بالرباط، حيث تم نشر الجيش بالمدينة القديمة، كما قامت بالتضييق على التجار والأعيان والفلاحين، وترهيب المواطنين لكي يستنكروا ويشجبوا وثيقة المطالبة بالاستقلال.
كما شهد يوم 31 يناير بفاس، بحسب المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، مواجهات عنيفة وأحداثا دامية أسفرت عن سقوط عدد من الشهداء واعتقال مئات المحتجين، مضيفا أن السلطات الاستعمارية أقدمت على إغلاق عدد من المساجد ومنع عملية الدفن الجماعي للشهداء والتضييق على المواطنين، إضافة إلى إعلان حالة الطوارئ.
وخلص السيد مصطفى الكثيري إلى أن تاريخ الكفاح الوطني يزخر بأمجاد وبطولات عديدة، وحافل بالدروس والعبر والقيم والدلالات والمعاني والمثل العليا، التي تشكل نبراسا للأجيال المقبلة.
وتضمن برنامج تخليد هذه الذكرى تنظيم ندوة فكرية بعنوان “أحداث 31 يناير 1944، ملحمة التضحية وترسيخ قيم المواطنة” بمشاركة باحثين جامعيين.
كما تم بنفس المناسبة تكريم ثلة من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير، وتوزيع إعانات مالية على أرامل قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.