تعيش مدرسة أولاد الطيب السفلى، الواقعة في قلب منطقة تعاني من ضغط سكاني متزايد، أزمة جدية تتعلق بالاكتظاظ الذي أصبح يؤرق الأهالي والمعلمين على حد سواء.
في يوم 3 يناير 2025، شهدت المدرسة حالة من الغضب والاحتقان بين أولياء الأمور، الذين تجمعوا أمام باب المؤسسة، معبرين عن استيائهم من قرار المسؤولين الذي يقضي بمنع أبنائهم من التنقل إلى مدارس أخرى بمدينة فاس كحل لمواجهة الاكتظاظ.
التقارير الواردة من المدرسة تشير إلى أن عدد التلاميذ في الصفوف الدراسية وصل إلى مستويات قياسية، مما أثر في جودة التعليم والتفاعل بين المعلمين والتلاميذ.
ومع دخول التوقيت الثلاثي حيز التنفيذ هذا الموسم، والذي كان يُعتبر بمثابة حل مؤقت، لم يفلح ذلك في تهدئة المخاوف المتزايدة لأولياء الأمور. بل على العكس، فقد زاد من التعقيدات، حيث واصل الأهالي التأكيد على أن هذا الحل لا يلبي احتياجاتهم ولا يضمن لآبائهم بيئة تعليمية مستقرة.
الأهالي، وحرصًا منهم على مستقبل أبنائهم، يرون أن نقل التلاميذ إلى مدارس أخرى، رغم كونه حلًا مؤقتًا، لن يحل المعضلة الأساسية المتمثلة في الاكتظاظ، بل سيزيد من معاناتهم جراء المسافات الطويلة التي سيتعين على الأطفال قطعها يوميًا، مع ما قد يترتب على ذلك من آثار صحية ونفسية سلبية.
في خضم هذه الأوضاع، تطالب لجنة من أولياء الأمور بعقد لقاءات مباشرة مع المسؤولين المحليين للتعبير عن مطالبهم المشروعة.
حيث يصرون على أن حق أبنائهم في التعليم الجيد يجب أن يظل في صميم الأولويات، وأن يكون هناك تحرك عاجل لاتخاذ خطوات جادة لا تقتصر فقط على الحلول المؤقتة، بل تتجه نحو إيجاد حلول جذرية تساهم في تخفيف الضغط على المدرسة.
وفي ختام حديثهم، شدد الأهالي على أهمية الدور الذي تلعبه المؤسسات التعليمية في تنشئة الأجيال القادمة، مؤكدين أن تفاقم مشكلة الاكتظاظ لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمات التربوية والاجتماعية، ما يتطلب تكاتف جميع الجهات المعنية لوضع استراتيجيات فعّالة تخدم مصلحة التلميذ أولاً وقبل كل شيء.
تظل أزمة الاكتظاظ في مدرسة أولاد الطيب السفلى من القضايا الحيوية التي تحتاج إلى معالجة شاملة، فالتعليم حق، واستمرار عملية التعلم في بيئة مناسبة هو السبيل الأوحد لضمان مستقبل أفضل لأجيال الغد.