وتشكل محطة تحلية وتصفية المياه بجماعة واوزيغت حلا مبتكرا لتأمين الإمداد بالمياه الصالحة للشرب في هذه الجماعة والتجمعات السكانية المجاورة، المتأثرة بشدة جراء قلة التساقطات المطرية والثلجية.
وتطمح هذه المحطة المبتكرة من الجيل الجديد، التي أنجزتها وزارة الداخلية تنفيذا للتعليمات الملكية السامية الرامية إلى معالجة ندرة المياه، إلى ضمان التزويد بالمياه وقابلية الولوج إليها وتحسين جودتها لفائدة الساكنة المحلية.
ويقوم هذا المشروع المبتكر، الذي يعكس الاهتمام الخاص الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس للأمن المائي، على معالجة المياه بالتناضح العكسي بعد المعالجة المسبقة التي تؤمن المحطة من خلالها تنقية المياه المضخوخة من الحفر باستعمال المرشحات الرملية والمرشحات ذات الخرطوشة.
وبعد هذه المرحلة، يتم إخضاع الماء للمعالجة بالتناضح العكسي بالإضافة إلى معالجة بعدية تشمل إزالة المعادن والتنقية.
ويتعلق الأمر بتكنولوجيا حديثة توفر حلا ملائما وفوريا لمشكلة الانقطاع المتكرر لمياه الشرب، وتعمل أيضا على تحسين جودة الماء الشروب، وعلى القطع مع سلوكات من قبيل الضخ غير القانوني والحفر الفوضوي للآبار.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد المدير الإقليمي للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (قطاع الماء) بأزيلال، عبد العزيز زيدان، أن إنشاء هذه المحطة من الجيل الجديد يندرج في إطار برنامج واسع لوزارة الداخلية لإحداث محطات لتحلية المياه بهدف مواجهة ندرة هذه المادة الناجمة عن تراجع التساقطات وتعاقب سنوات من الجفاف.
وأوضح السيد زيدان أنه مع تراجع تدفقات المصادر المائية المزودة لجماعة واوزيغت، أصبح من الضروري تحسين جودة المياه التي يتم ضخها من الآبار المشيدة وفقا للمعايير الوطنية والدولية” مذكرا بأن هذه المحطة التي تصل طاقتها إلى 19 ل/ث، مكنت من ضمان جودة الماء والاستجابة لحاجيات الساكنة.
ويتعلق الأمر بمحطة سهلة الاستغلال تضم وحدتين مدمجتين بالإضافة إلى خزانين، كما يمكن نقلها بسهولة لتزويد دواوير أخرى بمياه الشرب عند الحاجة.
وفي تصريحات مماثلة، أعرب العديد من سكان جماعتي واوزيغت وأسكسي عن امتنانهم العميق لجلالة الملك على العناية الكبيرة التي يحيطهم بها، مشيدين بالتزام السلطات المحلية بإقليم أزيلال بضمان التزويد المستمر بالماء دون الحاجة إلى التنقل.
وعلى مستوى الإقليم، تم وضع موارد لوجستية مهمة بغية الاستجابة للطلب على الماء في مختلف الجماعات الجبلية، ومواجهة شح الموارد المائية الناجم عن انخفاض حقينة سد بين الويدان.
ويعتبر تعزيز تأمين وتزويد المناطق الجبلية بإقليم أزيلال بالماء الصالح للشرب، الذي يعد ثمرة رؤية ملكية موجهة بحزم نحو المستقبل، وتضع المواطن في قلب التنمية، ورشا ضخما لمواجهة توالي 6 سنوات من الجفاف، كان لها الأثر البليغ على احتياطيات المياه سواء الجوفية منها أو السطحية.
وتأتي هذه المشاريع في وقت لا تتجاوز فيه مستويات ملء السدود 28 في المائة على المستوى الوطني، مع توزيع غير متوازن بين مختلف الأحواض المائية.