أعلنت اللجنة المنظمة لجائزة الكرة الذهبية رسميًا ترشيح النجم المغربي أشرف حكيمي لنيل الجائزة في نسختها لعام 2025، وذلك بعد موسم استثنائي قاده فيه فريقه باريس سان جيرمان إلى تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخ النادي، بالإضافة إلى تتويجه بلقب الدوري الفرنسي. كما قاد منتخب المغرب إلى الفوز بالميدالية البرونزية في أولمبياد باريس 2024، مسجلًا هدفين حاسمين ومُبرزًا أداءً يجعله أحد أبرز المرشحين للجائزة.
من أحياء مدريد المتواضعة إلى قمة العالم، سطع نجم حكيمي عبر مسيرة مليئة بالتحديات. انطلق من أكاديمية ريال مدريد، ثم انتقل إلى بوروسيا دورتموند وإنتر ميلان، قبل أن يصل إلى باريس سان جيرمان في صفقة بلغت 68 مليون يورو. اليوم، يُعتبر أحد أفضل الظهير الأيمن عالميًا بفضل سرعته الفائقة (36.4 كم/ساعة) وقدرته على دعم الهجوم والدفاع بنفس الكفاءة، وفقًا لمجلة العلوم الرياضية (2024).
لكن هذا الإشعاع الرياضي يُحاط بغيوم قاتمة. ففي 1 أغسطس 2025، كشفت النيابة العامة الفرنسية عن طلب إحالة حكيمي إلى المحكمة الجنائية بتهمة الاغتصاب، بعد اتهامات تعود إلى مارس 2023. تفاصيل القضية تشير إلى أن امرأة (24 عامًا) اتهمته بالاعتداء عليها في منزله بضواحي باريس أثناء غياب زوجته وأطفاله، بعد تعارف عبر إنستغرام. رغم نفي اللاعب للاتهامات وعدم تقديم الضحية شكوى رسمية في البداية، قررت النيابة المضي في الملف، مما أثار جدلًا واسعًا حول الجمع بين الترشيح للكرة الذهبية والاتهامات الجنائية.
يعيد ترشيح حكيمي النقاش القديم حول فصل الإنجاز الرياضي عن السلوك الشخصي. بينما يرى مؤيدوه أن الاتهامات لم تثبت بعد ويجب ألا تُقلل من إنجازاته، يطالب آخرون بمعايير أخلاقية صارمة للجوائز الكبرى، خاصة بعد سوابق مثل قضية بنجامين ميندي (لاعب مانشستر سيتي السابق الذي أدين بالاعتداء الجنسي). اللجنة المنظمة للكرة الذهبية لم تعلق رسميًا، لكن القرار النهائي قد يُحدد موقفها من القضية.
بينما يستعد العالم الرياضي لحفل توزيع الجوائز في نوفمبر المقبل، تبقى عين الجمهور على المحكمة الفرنسية، حيث سيُحدد القضاء مصير الاتهامات. بالنسبة لحكيمي، فإن الفوز بالكرة الذهبية قد يكون تتويجًا لحلم، لكنه قد يصبح أيضًا محطة مثيرة للجدل إذا لم يُحسم ملفه القضائي. القصة تطرح سؤالًا أكبر: هل يمكن للرياضة أن تتنكر للسياق الأخلاقي المحيط بأبطالها؟