جريدة

أطروحة جامعية تناقش إشكالية الحرية الفردية في الفكر الإصلاحي الإسلامي

ميديا اونكيت 24

شهدت جامعة شعيب الدكالي، يوم الثلاثاء 16 اكتوبر 2025، مناقشة أطروحة دكتوراه في الدراسات الإسلامية والفكر الإصلاحي، تقدّم بها الباحث عثمان عماد، أستاذ مادة التربية الإسلامية بثانوية النصر الإعدادية بجماعة امطل، وذلك ضمن تكوين الدكتوراه في فكر الإصلاح والتغيير في المغرب والعالم الإسلامي، تحت إشراف الدكتور أحمد العمراني، رئيس المجلس العلمي المحلي لسيدي بنور.

وتحمل الأطروحة عنوان: «الحرية الفردية بين التصور والممارسة: دراسة في الفكر الإصلاحي الإسلامي»، حيث نال الباحث شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جداً، تقديراً لقيمة العمل العلمي ودقته المنهجية وعمق معالجته لإحدى أكثر القضايا إثارة للنقاش في السياق الفكري المعاصر.

وتتناول الأطروحة مفهوم الحرية الفردية باعتباره مفهوماً مركباً ومتجدداً، تتداخل فيه الأبعاد التاريخية والفكرية والاجتماعية، إذ يتخذ أحياناً طابعاً عقلانياً لإدراك الحقيقة والبرهنة عليها، وأحياناً أخرى يتحول إلى شعار نضالي مرتبط بحقوق الإنسان، أو محفز للتغيير الاجتماعي والسياسي، كما يتطرق البحث إلى توظيف المفهوم في الخطابات القانونية والإعلامية العالمية، وما يرافق ذلك من اختلاف في المرجعيات والمنطلقات.

ويركّز الباحث على الإشكالات المعاصرة المرتبطة بالحرية الفردية، خصوصاً تلك المتصلة بجسد الإنسان والسلوك الشخصي، مثل العلاقات الرضائية، والإفطار العلني في شهر رمضان، وتغيير المعتقد، والتصرف في الجسد بعيداً عن الضوابط الدينية والاجتماعية والقانونية، ويسعى البحث إلى تفكيك هذه القضايا من خلال مقاربة نقدية توازن بين التصور الحداثي للحرية والتصور الإسلامي الإصلاحي.

ويؤكد العمل أن الفكر الإسلامي الإصلاحي منح الحرية مكانة مركزية باعتبارها شرطاً لتحقيق الكرامة الإنسانية، غير أنه ربطها دائماً بمبدأ المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية، معتبراً أن الحرية ليست حقاً مطلقاً، بل ممارسة واعية تحترم حرية الآخرين وتلتزم بحدود الشرع والقانون.

وفي هذا السياق، نُهَنِّئ الأستاذ عثمان عماد، أستاذ بثانوية النصر الإعدادية، على نجاحه في مناقشة أطروحة الدكتوراه بميزة مشرف جداً، تحت إشراف الدكتور أحمد العمراني، رئيس المجلس العلمي المحلي لسيدي بنور، متمنين له مزيداً من التوفيق والنجاح في مسيرته العلمية والعملية، وأن يشكّل هذا البحث إضافة نوعية إلى حقل الدراسات الفكرية والإصلاحية،
فهنيئاً له بهذا التتويج العلمي، وهنيئاً لمدينة سيدي بنور بأحد أطرها الأكاديمية، وفقه الله وسدد خطاه.