جريدة

أفق جديد: جهود تونس لإعادة بناء الجسور مع المغرب

ميديا أونكيت 24

 

في خطوة تعكس رغبة تونس في تجاوز الأزمات التاريخية واستعادة العلاقات الطبيعية مع جارها الغربي، بدأت وزارة الخارجية التونسية بإجراء محادثات جادة تهدف إلى تحسين العلاقات مع المملكة المغربية وإعادة السفراء إلى مناصبهم. تأتي هذه الجهود بعد فترة من التوتر الذي شاب العلاقات بين البلدين، مدفوعًا بأحداث دبلوماسية أثرت على التعاون المستمر بين تونس والرباط.

منذ قمة الاتحاد الإفريقي الياباني في تونس عام 2022، حيث استقبل الرئيس التونسي قيس سعيد زعيمًا انفصاليًا من تندوف، شهدت العلاقات بين تونس والمغرب تدهورًا ملحوظًا. تلك الخطوة، التي اعتبرتها الرباط تدخلاً في شؤونها الداخلية، أدت إلى استدعاء المغرب لسفيره من تونس، مما أدى إلى تجميد التعاون الثنائي في مجموعة من المجالات.

ومع ذلك، يبدو أن الوضع يتجه نحو التغيير. حيث تؤكد المصادر الإعلامية المحلية أن هناك إرادة تونسية قوية لإصلاح العلاقات مع المغرب، مع التركيز على إقامة حوار مفتوح وبناء. تشير التحليلات إلى أن هذه الخطوات ليست مجرد رغبة لاستعادة العلاقات الدبلوماسية، بل هي محاولة استراتيجية لتحقيق الاستقرار الإقليمي وتعزيز التعاون بين دول المغرب الكبير.

يأتي هذا التحرك في وقت تعتبر فيه المنطقة بحاجة ملحة للتعاون لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. فالتنسيق بين البلدان المغاربية يمكن أن يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. إذ تتزايد التحديات المشتركة، مثل قضايا الهجرة، الإرهاب، والتغير المناخي، مما يتطلب استجابة جماعية ومنسقة.

الأخذ بعين الاعتبار الدور التاريخي الذي تلعبه تونس والمغرب في تعزيز الهوية المغاربية، فإن التعاون بين البلدين يمكن أن يكون له آثار إيجابية على جميع دول المنطقة. من خلال العمل معًا، يمكن أن تسهم تونس والمغرب في خلق مسار جديد للتعاون الإقليمي، يحقق فوائد اقتصادية واجتماعية لدول المغرب الكبير.

تعلن الخارجية التونسية عن نيتها تأسيس علاقات متوازنة ومتساوية مع جميع الدول المغاربية، حيث يبدو أن هناك تشديدًا على ضرورة إنهاء حالة الجمود الدبلوماسي التي استمرت لنحو ثلاث سنوات. يمثل هذا التوجه دعوة لتجاوز الخلافات القديمة والانطلاق نحو آفاق جديدة من التعاون والتفاهم.

في الختام، إن جهود تونس لإعادة بناء علاقاتها مع المغرب تعكس وعياً متزايداً بأهمية التعاون الإقليمي. ستظهر الأيام المقبلة مدى قدرة الجانبين على تجاوز الماضي وبناء مستقبل مشترك يحقق مصلحة شعبيهما. يتطلع المتابعون إلى التطورات المقبلة، التي قد تفتح بابًا جديدًا للتعاون والتفاهم في منطقة لا تزال تواجه العديد من التحديات.