جريدة

أكاديميون يبحثون بالرباط تحديات تعلم وتعليم الترجمة في المغرب

ميديا أونكيت 24

انكب أساتذة وباحثون، اليوم الخميس بالرباط، على دراسة ومناقشة تحديات تعليم وتعلم الترجمة بالمغرب من خلال فتح نقاش أكاديمي حول واقع الترجمة في علاقتها بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي.

وأكد المشاركون في هذا اللقاء، الذي نظمته الهيئة الأكاديمية العليا للترجمة التابعة لأكاديمية المملكة المغربية تحت عنوان: “تعليم وتعلم الترجمة بالمغرب: تحديات الراهن ورؤى المستقبل”، على أهمية هذا النقاش الأكاديمي في تشخيص واقع الترجمة، وإبراز دورها في النهوض بالتعليم والبحث العلمي، وتعزيز التعدد اللغوي والانفتاح الثقافي.

وفي هذا السياق، أشار عبد الفتاح الحجمري، منسق الهيئة الأكاديمية العليا للترجمة، إلى أن هذا اليوم الدراسي يأتي في إطار استمرارية أنشطة الأكاديمية الثقافية والعلمية، التي تروم تسليط الضوء على التحديات المرتبطة بمحدودية تعليم وتعلم الترجمة في المؤسسات التعليمية، واستكشاف سبل تطوير المناهج والبرامج لتتلاءم مع المستجدات العلمية والمهنية.

وأضاف الحجمري أن هذا النقاش الأكاديمي يشكل مناسبة لتبادل التجارب والخبرات بين باحثين وخبراء متخصصين، وفرصة لبحث أوجه القصور التي تعيق تطور تدريس الترجمة، تمهيدا لوضع إطار مرجعي واضح لتدريس هذه المادة داخل المنظومة التعليمية.

من جانبه، أوضح محمد خرشيش، مدير مدرسة الملك فهد العليا للترجمة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا اللقاء يندرج في إطار تعزيز مكانة الترجمة ضمن المنظومة الوطنية للتربية والبحث العلمي، مشيرا إلى الدور الريادي للمدرسة كمؤسسة تعليمية نموذجية تعمل على تكوين مترجمين تحريريين وفوريين ساهموا، وما زالوا، في تقديم خدمات متميزة على الصعيدين الوطني والدولي.

وأكد خرشيش على أهمية تعليم الترجمة في ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة، خصوصا فيما يتعلق بالهوية والتواصل بين الشعوب، مشددا على أن الذكاء الاصطناعي، رغم دوره المتزايد في تسهيل عمليات الترجمة، لا يمكن أن يعوض المترجم البشري، بل يعد أداة داعمة له.

كما دعا إلى ضرورة ” توظيف هذه التكنولوجيا بذكاء، مع إبقاء المهام المعقدة في يد الإنسان، حفاظا على ريادة العنصر البشري في مجال الترجمة”.
وفي مداخلة له، شدد خالد الصمدي، أستاذ بكلية اللغات بتطوان، على أن النهوض بالترجمة يمر عبر تجويد التعليم والارتقاء بالبحث العلمي، مشيرا إلى ضرورة التكوين اللغوي الجيد قبل الولوج إلى هذا المجال، في إشارة الى أن ولوج مجال الترجمة مرتبط بتنمية القدرات المعرفية واللغوية والثقافية.

بدوره، دعا عبد القادر سبيل، عميد كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بجامعة الحسن الأول، إلى تقييم واقع تدريس الترجمة من خلال الاطلاع على التجارب الناجحة، واستشراف آفاق تطويرها، خاصة في ظل التحولات الرقمية والتكنولوجية المتسارعة.

أما الأستاذ الباحث عبد الإله مصدق، فقد قدم عرضا تاريخيا حول مسار تدريس الترجمة في المغرب، مدعوما بإحصاءات حول الترجمات الأدبية والثقافية التي أثرت المشهد الثقافي المغربي منذ بداية القرن التاسع عشر.

وقد تمحورت أشغال هذا اليوم الدراسي حول قضايا متعددة، من بينها الهندسة البيداغوجية لتعليم الترجمة، وعلاقتها بالبحث العلمي والتكنولوجي، وإمكانيات إدماج الترجمة الآلية في المنظومة التعليمية، ودورها في تطوير المهارات اللغوية وتحقيق الاندماج المهني. كما تم التطرق إلى التحديات المرتبطة بمحدودية تعليم وتعلم الترجمة، وسبل تجويد المناهج التعليمية لمواكبة المستجدات الراهنة.

وشكل هذا اللقاء الأكاديمي فضاء لتبادل الخبرات واستعراض المقاربات الحديثة في تعليم وتعلم الترجمة، بما يسهم في تطوير هذا المجال الاستراتيجي وتعزيز دوره في التنمية العلمية والثقافية والاقتصادية بالمغرب.