جريدة

ندوة بجنيف لتمكين النساء في مجال المقاولات .

– أجمعت مداخلات ندوة احتضنتها، أمس الجمعة مدينة جنيف، على أن تمكين النساء في مجال المقاولات مهمة تتجاوز البعد التنظيمي والتشريعي بل تتوقف على عمل بنيوي يتمظهر في الفضاء الأسري والمدرسي المغربي.

 

 

وقال المتدخلون في لقاء نظمته جمعية “ضمان” التي أسسها جمع من الكفاءات المغربية بسويسرا، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، إن تحقيق المساواة المنشودة في ولوج المرأة للمقاولة وتحقيق الاستقلالية الاقتصادية لا يتحقق عبر إجراءات تقنية فوقية بل يتطلب تعبئة مجتمعية تقوم على إقناع جميع الشرائح بأن المشاركة الاقتصادية للمرأة مصلحة عامة.

وأبرز وديع آيت حمزة، المسؤول بمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي، أن البعد الثقافي والتربوي حاسم في تشكيل السلوك الاقتصادي، مشددا على أن القيم التقليدية ليست بالضرورة مناهضة للمساواة بل يتعين استثمار الجوانب التضامنية والتعاونية في المجتمع لخلق ديناميات اقتصادية وتنموية تصنع الثروة وتلبي إرادة النساء في المشاركة والاستقلالية.

ونبه آيت حمزة إلى أن إشكالية المساواة في الفعل الاقتصادي إشكالية عالمية بامتياز بغض النظر عن التباينات بين التجارب، متوقفا بشكل خاص عند مسألة التفاوت في الأجور الذي يشكل قاسما مشتركا بين معظم الدول الأوروبية.

واستعرضت سناء أفوايز، مؤسسة هيئة لدعم النساء المقاولات، تجربتها الميدانية في العمل مع النساء لإطلاق مبادرات مقاولاتية، مؤكدة أن العراقيل الذهنية والمجتمعية لاتزال مثبطة وأن التمويل ليس هو المعضلة في سياق اجتماعي لا يربط سعي المرأة في مجال الاستثمار بحريتها المشروعة، بل بالحاجة التي تفرضها الأسرة والالتزامات الاجتماعية.

من جهتها، قاربت حسناء كسوس، الفاعلة في مجال التمكين النسائي، إشكالية تنشيط الدور التنموي للمرأة من زاوية القدرات المعطلة التي تشكل نزيفا ماديا ملموسا في حسابات النمو الاقتصادي للمجتمعات، معرجة على الآفاق التي تفتحها التكنلوجيات الحديثة على مستوى إدماج النساء في النسيج الاقتصادي.

وفي المقابل، مكنت مداخلات الندوة التي نشطتها كريستين قدوس، أستاذة الدراسات الدولية بجامعة جنيف، بحضور نخبة من الأطر المغربية المقيمة بسويسرا وممثلي منظمات غير حكومية حقوقية وتنموية، من إبراز الدينامية التي أبانت عنها المرأة المغربية في ولوج سوق الإنتاج والاستثمار وإرادتها القوية للمساهمة في التنمية الشاملة للمجتمع.