تعيش منطقتا بني ملال وأبي الجعد في المغرب على وقع حالة من القلق والوجوم، بعد اختفاء 47 شابًا من أبنائها خلال رحلة هجرة غير نظامية محفوفة بالمخاطر عبر المحيط الأطلسي. المأساة التي أعادت إلى الأذهان ذكريات مؤلمة سابقة، تطرح أسئلة ملحة حول مصير هؤلاء الشباب وتدفع بأسرهم ومجتمعاتهم إلى مطالبة السلطات والمنظمات الدولية بتكثيف جهود البحث والإنقاذ.
في صباح يوم الخميس 16 يونيو، انطلق 47 مهاجرًا من ميناء بوجدور على متن فلوكة في رحلة يائسة عبر المحيط الأطلسي. بين هؤلاء الشباب، كان هناك 11 شابًا من أبي الجعد، ومتزوجون تركوا وراءهم أسرًا وأطفالًا صغارًا، إضافة إلى قاصرين وامرأة واحدة. لكن الأمل الذي حملوه معهم سرعان ما تحول إلى كابوس، بعد أن توقفت الاتصالات بهم بعد ساعات قليلة فقط من انطلاق رحلتهم، مما عزز فرضية تعرضهم لحادث غرق أو ضياعهم في أعالي البحار.
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها في المنطقة، حيث يستذكر الأهالي مأساة رحلة الداخلة نحو الرأس الأخضر التي راح ضحيتها العديد من الشباب من بني ملال، وما تزال آثارها النفسية ماثلة في وجدان العائلات، خاصة أمهات المفقودين اللواتي يعشن في حالة ترقب دائمة لأي خبر يبعث الأمل.
لم تنتظر مجتمعات بني ملال وأبي الجعد طويلاً، حيث أطلق شباب المدينة حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم #انقذوا_أبناء_أبي_الجعد، عبروا خلالها عن قلقهم العميق على حياة المفقودين، ودعوا إلى زيادة الوعي بمخاطر الهجرة غير النظامية، كما طالبوا بتسريع جهود البحث والإنقاذ.
وجهت عائلات المفقودين نداءات عاجلة إلى السلطات المغربية والإسبانية لتكثيف عمليات البحث الجوية والبحرية، كما ناشدت المنظمات الإنسانية الدولية، وعلى رأسها الهلال الأحمر والصليب الأحمر، للمشاركة في جهود الإنقاذ، في محاولة يائسة لإيجاد أي أثر للمفقودين وإنقاذ من يمكن إنقاذهم من براثن الموت في البحر المفتوح.