جاء القرار بأغلبية 10 أصوات مقابل 4 معارضين وامتناع عضو واحد عن التغويت، بناءً على اقتراح رئيس الهيئة خوسيه بابلو لوبيث، وذلك في ظل تصاعد الجدل السياسي المحتدم حول شرعية مشاركة إسرائيل بعد الحرب الأخيرة في غزة.
وبهذه الخطوة، تنضم إسبانيا إلى نادي الدول التي سحبت نفسها من المسابقة أو هددت بذلك تضامنًا مع القضية الفلسطينية، بعد أن سبقتها هذا العام هولندا وسلوفينيا وأيسلندا وأيرلندا، في إشارة واضحة إلى تغلغل التوترات الجيوسياسية في قلب الفضاء الترفيهي الأوروبي.
مسابقة يوروفيجن، التي انطلقت عام 1956 كمنصة للوحدة الأوروبية من خلال الموسيقى، وجدت نفسها مرة أخرى في قلب العاصفة، حيث تواجه ضغوطًا متزايدة من دول وموسيقيين للمطالبة باستبعاد إسرائيل من النسخة القادمة، خاصة بعد أن حصلت متسولقتها يوئل رافائيل على المركز الثاني هذا العام (2024)، وسط احتجاجات حاشدة خلال البث المباشر.
التحدي الأكبر تمثّل في تصريحات الفائز النمساوي لهذا العام، المغني جيه جيه، الذي دعا علنًا إلى استبعاد إسرائيل من نسخة 2026، معتبرًا أن المسابقة “لا يمكنها أن تتجاهل السياق السياسي والإنساني الحالي”، في إشارة إلى الحرب في غزة والتحديات حقوق الإنسان.
وعلى الرغم من تأكيد المنظمين الدائم على أن المسابقة “خالية من أي انحياز سياسي” وتركز على الفن والتنوع الثقافي، إلا أن الأحداث الأخيرة كشفت عن هشاشة هذا الادعاء، حيث أصبحت المسابقة على مدار السنوات الأخيرة ساحة لتصفية الخلافات السياسية، خاصة مع تصاعد النزاعات الإقليمية والأزمات الإنسانية.
قرار إسبانيا، كواحدة من أكبر الدول الداعمة للمسابقة وممولة لها، قد يشكل نقطة تحول كبيرة، حيث يضعف شرعية المسابقة ويضغط على الاتحاد الأوروبي للبث (EBU) لاتخاذ موقف واضح، خاصة مع اقتراب موعد النسخة القادمة.
يبدو أن “يوروفيجن”، بموسيقاها الصاخبة وأضوائها البراقة، لم تعد قادرة على الفصل بين خشبة المسرح وساحات السياسة، في مؤشر على أن صدمات الواقع في الشرق الأوسط ستظل تطارد حتى أكثر الفعاليات الأوروبية ترفيهًا.
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.