جريدة

إسرائيل تتهم بـ”سياسة تجويع متعمدة” في غزة ومخاوف من مجاعة وشيكة

ميديا أونكيت 24

اتهمت منظمة العفو الدولية إسرائيل باتباع سياسة “تجويع متعمدة” في قطاع غزة، فيما تحذر الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية من أن القطاع الفلسطيني يقف على حافة مجاعة كارثية. وجاء التقرير بعد مقابلات أجرتها المنظمة مع 19 نازحًا فلسطينيًا وعنصرين من الطواقم الطبية التي تعالج أطفالًا يعانون من سوء التغذية الحاد.

أكدت منظمة العفو أن إسرائيل “تنفذ حملة تجويع متعمدة في قطاع غزة المحتل، من خلال تدمير الصحة والسلامة والنسيج الاجتماعي لحياة الفلسطينيين بشكل ممنهج”. وأشارت إلى أن الشهادات التي جمعتها تثبت أن “التزامن القاتل بين الجوع والمرض ليس مجرد نتيجة عرضية للعمليات العسكرية الإسرائيلية، بل هو نتيجة متعمدة لسياسات صممتها ونفذتها إسرائيل خلال الـ22 شهرًا الماضية”.

ورأت المنظمة أن هذه الإجراءات جزء من خطة محسوبة لفرض ظروف معيشية لا تُطاق على سكان غزة، تهدف إلى “تدميرهم الجسدي”، وهو ما وصفته بـ”جزء من الإبادة الجماعية الجارية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة”.

تأتي هذه الاتهامات في وقت تحذر فيه الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من أن غزة تواجه خطر مجاعة حقيقية، مع تدهور حاد في توفر الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الطبية. وقد سجلت التقارير حالات وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال، فيما تعاني المستشفيات من نقص حاد في الإمدادات الطبية والأدوية.

وكانت منظمة العفو الدولية قد اتهمت إسرائيل في أبريل الماضي بارتكاب “إبادة جماعية على الهواء مباشرة” في غزة، وذلك في سياق الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023 بين إسرائيل وحركة حماس.

تدعو منظمة العفو والمجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لوقف هذه الكارثة الإنسانية، مشددةً على ضرورة فتح المعابر بشكل دائم لإدخال المساعدات الغذائية والطبية، ووضع حد للحصار الذي يفاقم المعاناة اليومية لأهالي غزة. كما تطالب بتحقيق مستقل في الانتهاكات المزعومة، ومحاسبة المسؤولين عن هذه السياسات التي تهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين.

في الوقت الذي تستمر فيه التصعيدات العسكرية، يبقى المدنيون في غزة بين مطرقة الحرب وسندان الجوع، في مشهد يزداد قتامة مع كل يوم يمر دون حلول جذرية تضع حدًا لهذه المأساة الإنسانية.