جريدة

اختتام فعاليات الدورة السادسة لتظاهرة “شواطئ الشعر”

ميديا أونكيت 24

قدم أطفال ومرتفقي (ات) ورشات “الشعر الممسرح والإلقاء والتحسيس بالقراءة”، في حفل اختتام فعاليات الدورة السادسة لتظاهرة “شواطئ الشعر”، والتي نظمتها دار الشعر بمراكش أيام: 1- 2- 3 غشت بشاطئ أكلو في مدينة تيزنيت، لوحة شعرية ممسرحة في محبة الوطن والشعر، من إعداد وإخراج الفنانة نزهة الجعيدي. اللوحة ثمرة اشتغال يومي، ضمن خيمة الورشات، والتي ظلت مفتوحة يوميا أمام مرتفقي ومرتفقات ينتمون لمدن مختلفة، وخصص محورها لتنمية المهارات الإبداعية للفئات العمرية (الأطفال واليافعين). كما خصصت دار الشعر بمراكش، لمجموع المصطافين، مكتبة شاطئية تضم أهم الإصدارات الشعرية والنقدية الى جانب المجلات الشهرية الصادرة عن دائرة الثقافة في حكومة الشارقة (القوافي، المسرح، الشارقة الثقافية)، الى جانب فضاء للتشكيل.

وأشرفت الفنانة نزهة الجعيدي، بمعية مرتفقي الورشات، على إعداد منحوتة رملية في شاطئ أكلو. وشهد حفل الاختتام تنظيم أمسية شعرية ضمن فقرة جديدة من برنامج “أوال”، بمشاركة الشعراء: زهرة ديكر، فريد زلحوط، وعبدالرحمان آيت باها. الشاعر فريد زلحوط، والذي افتتح بقراءة نص شعري، باللغة الفرنسية، حول الوجوه المركبة والمتعددة تلاه نص شعري باللغة الأمازيغية. واختارت الشاعرة والكاتبة زهرة ديكر، وهي المتخصصة في الكتابة الموجهة للطفل، أن تتقاسم تجربتها الشعرية مع عشاق الشعر من جمهور شاطئ أكلو، لم تسعهم فضاءات التظاهرة.

وختم الشاعر عبدالرحمان آيت باها، أحد إشراقات دار الشعر بمراكش من مواليد مدينة طاطا، أمسية أوال، بقراءة قصيدتين عموديتين، الأولى عن الحب والثانية رسالة “الى يعقوب” يقول فيها: (حَتَّى وَ إِن تُخْفِي الدُّمُوعَ،/ سَتَظْهَرُ/ فَالْحُزْنُ يَوْلَدُ فِي حَشَاكَ/ وَ يَكْبُرُ/ عَيْنَاكَ مَا عَادَتْ تَرَى/ فِي الْكَوْنِ/ غَيْرَ مَوَاكِب الْأَمْوَاتِ/ لَمَّا تَعْبُرُ). وشاركت فرقة أزوان ن سوس للموسيقى، برئاسة الفنان عادل كاشينا، في المصاحبة الموسيقية. فيما أشرفت الإعلامية عائشة ادعلاو على تقديم فقرات الحفل الختامي، والذي أحيت حفله الفني الختامي فرقة أحواش تيزنيت. وشهدت الدورة السادسة لتظاهرة شاطئ الشعر، والتي نظمتها دار الشعر بمراكش بتنسيق مع المديرية الاقليمية لقطاع الثقافة بتزنيت، حضورا لافتا واستثنائيا لجمهور شاطئ أكلو.

و واصلت تظاهرة “شواطئ الشعر” السفر بين المدن الشاطئية، باستضافة ثلة من الشعراء والنقاد والفنانين، وقد شهدت فعاليات الدورة السادسة تنظيم لقاءات وأماسي شعرية وفقرات موسيقية، الى جانب تنظيم ورشات الشعر والقراءة موجهة للأطفال، وإعداد منحوتة رملية على شاطئ أكلو تخلد لهذه التظاهرة الثقافية والفنية. كما كرمت الدورة السادسة لشواطئ الشعر الأستاذ الباحث والفاعل الجمعوي والثقافي جامع بينيدير، رئيس مركز أكلو للبحث والتوثيق.

وأكد الشاعر عبدالحق ميفراني، مدير دار الشعر بمراكش، في حفل افتتاح التظاهرة الجمعة 1 غشت، على ترسيخ “ثقافة الاعتراف” برموز الثقافة والشعر المغربي. كما أشار أن هذه التظاهرة الشعرية الكبرى “شواطئ الشعر”، في دورتها السادسة، “تندرج ضمن انفتاح دار الشعر في مراكش على مختلف المدن والجهات المغربية الجنوبية، وأيضا من أجل المزيد من الانفتاح على فرص تداول الشعر بالفضاءات العمومية، وفتح منافذ جديدة لتداول الشعر بين جمهوره”. كما أشاد الأستاذ محمود الزماطي، المدير الاقليمي لقطاع الثقافة بتزنيت، بفكرة التظاهرة ورمزيتها ونبل اختيار شاطئ أكلو، والذي حاز 13 مرة على اللواء الأزرق، منوها أن اختيار الباحث جامع بنيدير مكرما لدورتها السادسة، “حدث ثقافي مهم” يركز وعي هذه المؤسسة الثقافية، والتي تعتبر ثمرة تعاون بين وزارة الثقافة المغربية ودائرة الثقافة في حكومة الشارقة، بالمغرب العميق وإشراقاته”. فيما قدم الشاعر الأستاذ علي الزاهيم ورقة تعريفية بمسار جامع بنيدير، العلمي والمعرفي والإنساني، وخصصت فقرة “تجارب شعرية ونقدية” لموضوع: “التعدد اللساني والشعر” ضمن سؤال إشكالي، حاول أن يلامس علاقة الشعر بلغاته، ضمن أسئلة التنوع الثقافي والتعدد اللغوي الذي يشهده المغرب.

وقدم الباحث الجامعي عياد ألحيان، ورقة حول التعدد اللغوي ضمن مسار التطور الإنساني، مستعيدا الأثر العميق الذي أحدثته الإبداع الأمازيغي في الثقافة الكونية. وتوقف الباحث عند مفهوم التعدد اللغوي، خصوصا في علاقته بالشعر وبالإبداع عموما، مؤكدا على هذه السمة في علاقتها بنفس اللغة. وأترث الباحثة والشاعرة خديجة الكجضى، المنتدى الحواري بتوقفها عند التجربة النسائية الإبداعية، خصوصا عندما يتعلق الأمر بمجالات النظم والإنشاد وبعلاقة وطيدة بالتقاليد والأعراس والحياة اليومية. واختتم الباحث جامع بنيدير، المداخلات بالتوقف عند أهم الأسئلة التي يثيرها موضوع التعدد اللغوي واللساني، خصوصا ضمن أنساق معرفية وفلسفية عميقة تحاول تلمس هذا التعدد في المنجز الشعري، وعلاقته بجماليات التلقي.

وقدمت فرقة أزوان ن سوس للموسيقى، مقاطع موسيقية من التراث الغنائي الأمازيغي، بتوظيف لآلات موسيقية تراثية. وتواصلت الفعاليات اليوم الموالي، السبت 2 غشت، والتقي عشاق وجمهور الشعر مع أولى أماسي شواطئ الشعر في دورتها السادسة، وبمشاركة الشعراء: محمد واكرار، أمينة إيقيس، وحسان بنعطار. الشاعر محمد واكرار، أحد رواد الحداثة الشعرية الأمازيغية والذي سبقت للدار تكريمه ضمن مهرجان الشعر المغربي، قرأ نصا شعريا استعاديا يحفر عميقا في اللغة. واختارت الشاعرة أمينة إيقيس قراءة نص طويل، يعيد لبهاء الكلمة رمزيتها في عالم متكلس، فيما اختتم الشاعر حسان بنعطار، أحد إشراقات الدار، الأمسية الشعرية الأولى بقراءة قصائد شعرية زجلية.. شاعر يحلم أن تكتبه القصيدة.

وصاحب الفنان عادل كاشينا والفنان محمد بلمقدم الشعراء عزفا على آلات موسيقية تقليدية، ضمن حرص من دار الشعر بمراكش على الاحتفاء بالتنوع الثقافي المادي واللامادي. وتشكل تظاهرة “شواطئ الشعر”، فضاء ثقافيا واجتماعيا يسعى لتجسير الهوة بين الجمهور والشعر.. وسفر الشعر بين الأمكنة والفضاءات ضمن ذروة عودة المهاجرين المغاربة للوطن، إحدى اللحظات الرمزية المليئة بالحس الاجتماعي والتلاقي. كما تشكل تظاهرة “شواطئ الشعر”، فضاء ثقافي واجتماعيا يسعى لمزيد من خلق فرص تداول الشعر في الفضاءات العمومية.