خلال حفل افتتاح الدورة السابعة لمعرض مراكش الدولي للطيران، وذلك يو أمس الاربعاء بمراكش، المنظمة بشكل مشترك بين وزارة الصناعة والتجارة، وإدارة الدفاع الوطني، وشركة ميدزيد (MEDZ)، وهي فرع لصندوق الإيداع والتدبير، والتي تحضرها دولة الإمارات العربية المتحدة كضيفة شرف، واجهة من المستوى الأول لعرض آخر ابتكارات القطاع ومنصة لالتقاء المهنيين الباحثين عن فرص الأعمال، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى غاية 2 نونبر المقبل.
وخلال هذا الافتتاح، أكد رئيس الحكومة “عزيز أخنوش”، على الرؤية الملكية الاستباقية والمتبصرة، جعلت من قطاع صناعة الطيران قصة نجاح مكنت المملكة من أن تتحول إلى منصة دولية رائدة في هذا المجال بشراكة مع كبريات الشركات العالمية، كما أشاد بالعناية الكبيرة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لصناعة الطيران، مبرزا أن هذه الأخيرة أصبحت المصدر الرئيسي لإمدادات قطع الغيار وأجزاء الطائرات على مستوى القارة الإفريقية، مضيفا أن “طموح جلالة الملك في جعل المغرب فاعلا أساسيا في منظومة صناعة الطيران العالمية، يمنحنا اليوم حافزا كبيرا للمضي قدما في تطوير هذا القطاع، وتعزيز جاذبية المملكة للاستثمارات في مجال صناعة الطيران”.
كما ذكر أن “هذا النجاح الذي نعيشه اليوم في هذا المجال، بدأته المملكة منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي، عندما أقدمت الخطوط الملكية المغربية ومجموعة “سافران”(Safran)، على إنشاء مشروع مشترك لصيانة وإصلاح المحركات”، مؤكدا أن ذلك ساهم في تعزيز قدرة المملكة على مراكمة الخبرة في هذا المجال، وتطوير الأطر ذات الكفاءة العالية، مشيرا إلى أن المغرب، وبداية من سنة 2000، شرع في صناعة الأسلاك الكهربائية الخاصة بالطيران، ثم أخذ في التموقع كفاعل دولي بارز في النسيج الصناعي للطيران، وكوجهة مفضلة لقطاع المناولة في هذا المجال.
في ظل كل هذه المتغيرات الإيجابية داخل القطاع، ولمواكبة التغيير الكبير الذي تعرفه صناعة الطيران في العالم، أكد أخنوش أن المملكة تخطط بشكل دقيق لولوج الصناعات متزايدة التعقيد، مع التركيز بشكل خاص على تقنيات الصناعة الرقمية المتقدمة 4.0، والابتكار والبحث والتطوير، مبرزا أن التطور المتسارع لصناعة الطيران بالمملكة مكن القطاع من المساهمة في رفع حجم الصادرات الوطنية، إذ بلغ خلال العام الماضي أكثر من 23 مليار درهم، علما أن قيمته تضاعفت 3 مرات بين عامي 2013 و2023، كما حقق خلال العام الجاري، أكبر نمو في الصادرات بنسبة 21 في المائة إلى حدود متم غشت 2024.
أما بخصوص مستوى خلق فرص الشغل، ذكر السيد أخنوش أن أعداد الكفاءات الوطنية التي يشغلها القطاع تضاعفت لتبلغ 24.000 منصب شغل مع نهاية عام 2023، خصوصا وأن “بلادنا تسهر على تثمين المهارات عالية المستوى، وتوفير تكوين يستجيب لأفضل المعايير الدولية”، كما إن صناعة الطيران المغربية، تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية، تستعد للاندماج بشكل أكبر في العهد الصناعي الجديد، مبرزا أنه يجري اليوم تطوير قطاعات جديدة ومتزايدة التعقيد، مع التركيز على ظهور مهن أكثر تخصصا، خاصة ما يرتبط بالمقصورة الداخلية للطائرات، وتطوير تفكيك الطائرات والصيانة والإصلاح، وتحويل الطائرات التجارية إلى طائرات الشحن، وذلك من خلال الشراكات بين مجموعات دولية كبيرة والجهات الفاعلة المحلية.