الإختيار الفقهي ضمان الإ ستقرار الديني والإجتماعي للمغرب
أبرز السيد أحمد توفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أهمية العلاقات بين المغرب وجنوب الصحراء الكبرى الممتدة منذ العصور القديمة حتى العصور الوسطى في ترسيخ الإسلام بإفريقيا، مشدداً على دور الاختيارات الفقهية بالمغرب في ضمان الاستقرار الديني والاجتماعي.
وأشار التوفيق، في كلمة له في لقاء نظم من طرف مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد والمعهد الفرنسي، بتعاون مع مركز جاك بيرك، والمعهد الأساسي لإفريقيا السوداء بدكار، والجامعة الدولية بالرباط، والمعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية في باريس، إلى أن الإسلام كان سبباً في تحرير العبيد وتوفير فرص للتقدم الاجتماعي للأشخاص من ذوي البشرة الملونة من خلال مختلف الوسائل، بما في ذلك الصوفية.
وأوضح المسؤول الحكومي والمفكر المغربي، أحمد توفيق، أن التحديات المعاصرة التي تواجهها الدول الإفريقية تتعلق بظهور التشدد الديني الإسلامي وآثاره على التقاليد الصوفية في إفريقيا. مسجلا أهمية الاختيارات الفقهية في المغرب، كأساس للحفاظ على الاستقرار الديني والاجتماعي.
وشدد الوزير أيضًا على أن التحدي السلفي ليس الوحيد، بل يتعرض الاستقرار الديني للدول الأفريقية للتهديد من “جشع الدول الأجنبية، المسلمة وغيرها، التي ترسل نشطائها للتجنيد دون الاهتمام بالعواقب المترتبة عن إخلالهم بالنسيج السياسي والاجتماعي والثقافي لتلك الدول”.
وسجل في لقاء مناقشة حول التفاعل بين الإسلام والمجتمعات الإفريقية على مر تاريخ القارة، حول موضوع: “التفكير في الإسلام من منظور إفريقي”، أن المغرب يتخذ مبادرات لتعزيز التضامن مع الدول الإفريقية من خلال استقبال الطلاب وتأسيس مؤسسات لتدريب الأئمة والعلماء الإفارقة.
كما أكد الوزير أحمد توفيق أن “الأشعرية كمذهب، والمالكية كفقه، والصوفية كتربية روحية هي الاختيارات الأساسية للمغرب منذ بدايات تاريخه في الإسلام. وهذه القيم المؤسسة مشتركة مع الدول الإفريقية”، داعيا للتضامن المشترك بغية حماية وصون هذه القيم الضرورية قبل كل شيء من أجل ممارسة دينية مطمئنة، وتحقيق السلام العام والسكينة في حياة الناس.
وأبرز التوفيق أن مؤرخين وعلماء أنثروبولوجيين يؤكدون أن الصحراء الإفريقية الكبرى، لم تشكل أبدا منذ مرحلة ما قبل التاريخ إلى العصور الوسطى، “حاجزا” أمام هذه التفاعلات، مضيفا أن حضور الأفارقة من جنوب الصحراء طبع المملكة بشكل عميق على الصعيدين المادي والفكري.
وأشار التوفيق إلى أن الوزارة “بصدد إقامة متحف بمراكش سيحمل اسم “مراكش الإفريقية”، حيث سيتم عرض دعامات للتفسير تدل على الطابع الثقافي لإفريقيا جنوب الصحراء بمراكش في مختلف المجالات”، موضحا أنه ما بين القرنين الحادي عشر والخامس عشر، شهدت ضفتا نهر السنغال ونهر النيجر ازدهار ممالك وإمبراطوريات حافظت على علاقات غنية ووثيقة مع المغرب، حيث شكل الدين والثقافة الإسلاميان “النسيج الحي” لهذه العلاقات.
وأبرز أحمد التوفيق أنه “بفضل قدرته على التكيف، تمكن هذا الإسلام من الاستمرار دون التضحية بعناصر الهوية الثقافية والاجتماعية”، مشيرا إلى أن هذه الممالك والإمبراطوريات عملت كوسيط مع الشمال في تجارة الذهب والعبيد وكذلك الكتب.
وأكد أن هذه القرون من التبادل بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء أعطت للمملكة “الملامح المميزة لهويتها الإفريقية”، مضيفا أنها شهدت أيضا مساهمة المغرب في الاندماج الفكري لإفريقيا جنوب الصحراء في العالم المتوسطي من خلال الثقافة والأسلام