جريدة

الأمم المتحدة تُجدد إدانتها لعمليات القتل في غزة

ميديا أونكيت 24

في ظل تصاعد العنف والفظائع الإنسانية في قطاع غزة، جددت الأمم المتحدة إدانتها الشديدة للعمليات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات غذائية وطبية. وجاءت هذه الإدانة بعد مقتل ما لا يقل عن 15 فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال، في قصف إسرائيلي استهدف موقعًا لتوزيع الغذاء أمام عيادة طبية في دير البلح، تديرها منظمة إغاثية أمريكية شريكة لليونيسف.

خلال مؤتمر صحفي في جنيف اليوم الجمعة، أعربت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، رافينا شمداساني، عن استيائها من استمرار عمليات القتل في مناطق توزيع المساعدات، قائلة: “يصطف الناس للحصول على الغذاء والدواء، فيواجهون إما الموت جوعًا أو إطلاق النار عليهم. هذا أمر غير مقبول، ومع ذلك فهو يتكرر يوميًا”.

وأشارت شمداساني إلى أن مكتب حقوق الإنسان يواصل التحقيق في الحادثة الأخيرة، التي راح ضحيتها مدنيون بينهم أطفال، بينما زعم الجيش الإسرائيلي أنه كان يستهدف عضوًا في حركة حماس متورطًا في هجمات 7 أكتوبر 2023. إلا أن هذه المزاعم لم تلقَ قبولًا دوليًا، خاصة مع ارتفاع عدد الضحايا المدنيين وانتهاك مبادئ القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك مبدأي التمييز والتناسب في الهجمات العسكرية.

أرقام صادمة.. 800 قتيل أثناء انتظار المساعدات
كشفت المفوضية عن أرقام مروعة تُظهر أن ما يقارب 800 شخص قُتلوا منذ أواخر مايو الماضي أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الإنسانية، بينهم 615 قتيلًا في محيط مواقع توزيع الغذاء التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية، و183 آخرين على طرق القوافل الإغاثية. وأكدت أن غالبية هذه الحوادث نتجت عن إطلاق نار، مما يثير تساؤلات خطيرة حول مدى التزام إسرائيل بالقانون الدولي.

منظمات دولية: “لا كلمات لوصف هذه الفظائع”
بدوره، وصف المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، كريستيان ليندماير، الوضع بأنه “يتجاوز كل حدود الإنسانية”، قائلاً: “قتل الأطفال والعائلات أثناء انتظارهم الطعام، أو في الملاجئ الآمنة، أو أمام العيادات الطبية، هو أمر لا يمكن تبريره بأي حال”.

ورغم وصول شحنة وقود إلى غزة مؤخرًا لأول مرة منذ 130 يومًا، حذّر ليندماير من أن “الاعتماد على المساعدات المتقطعة ليس حلًا”، داعيًا إلى فتح المعابر بشكل دائم لتشغيل المستشفيات والمخابز ومحطات المياه، خاصة بعد تدمير 94% من المنشآت الصحية في القطاع.

اختتمت الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بياناتهما بتأكيد أن “وقف إطلاق النار هو الدواء الوحيد” لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية، مشددتين على أن استمرار الحصار والهجمات العسكرية لن يؤدي إلا إلى مزيد من المآسي. وفي الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات، يبقى الأمل الوحيد لأهالي غزة هو فتح المعابر وإنهاء هذا الحصار الذي حوّل حياتهم إلى جحيم لا يُطاق و يبقى السؤال الأكبر: إلى متى ستستمر هذه الجرائم دون محاسبة؟