تمكنت مصالح الأمن الوطني من إيقاف امرأتين تشتبه في تورطهما في قيادة وتشغيل شركة صورية متخصصة في النصب والاحتيال على المواطنين الراغبين في الهجرة للعمل في الخارج.
وجاءت هذه التدخلات الأمنية، التي شملت مدينتي الرباط وميدلت، بناء على معلومات وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وذلك بعد أن فتحت مصالح الأمن بحثا قضائيا على خلفية شكاوى تعرض فيها عدد من المواطنين للنصب والاحتيال.
وكانت الشركة الوهمية، التي يتخذ مقرها من العاصمة الرباط، تروج لعقود عمل مزيفة في مجال الأمن الخاص بإحدى الدول العربية، مستغلة أحلام العديد من المغاربة في الحصول على فرصة عمل بالخارج، حيث كانت تقدم وعودا كاذبة بتهجيرهم مقابل مبالغ مالية.
وأسفرت التحريات والتقصيات الميدانية الدقيقة عن توقيف المشتبه فيها الرئيسية، وهي مسيرة الشركة، في مدينة الرباط. كما تم توقيف سيدة ثانية يشتبه في كونها تقوم بدور الوسيط في هذه الشبكة الإجرامية بمدينة ميدلت.
وعقب عملية التوقيف، مكنت عملية الضبط والتفتيش من العثور بحوزة المشتبه فيهما على مجموعة من الأدلة المادية، تشمل إيصالات تحويلات مالية ونسخا من وثائق هوية وجوازات سفر خاصة بأشخاص آخرين (في اسم الغير)، مما يعزز الشبهات حول ضلوعهما في أنشطة احتيالية منظمة.
وقد تم وضع المشتبه فيهما رهن الحراسة النظرية بتفويض من النيابة العامة المختصة، التي تشرف على سير البحث القضائي الذي ما يزال جاريا بهدف الكشف عن جميع تفاصيل وخلفيات هذه القضية، وتحديد المسؤوليات كاملة.
وتواصل مصالح الأمن بحسب المصدر نفسه، بحثها وتحرياتها النشطة من أجل تتبع وإيقاف باقي المساهمين والمشاركين في هذه الشبكة الإجرامية، والتي استهدفت استغلال أحلام المواطنين بشكل وحشي.
هذه الحادثة تذكر المواطنين بأهمية التحقق من مصداقية وكالات ومكاتب التوظيف، والتأكد من شرعيتها ووجود تراخيصها الرسمية قبل تقديم أي مبالغ مالية أو مستندات شخصية، كما تسلط الضوء على يقظة المصالح الأمنية في مكافحة الجريمة بشتى أنواعها.