تخصص الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا مليارات الدولارات لمكافحة الفساد في فنزويلا، بينما تظل الديمقراطية في العالم العربي مغفلة. بعد تأديته اليمين لولاية ثالثة، عرضت واشنطن مكافأة تبلغ 25 مليون دولار للإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، متهمة إياه بارتكاب جرائم تتعلق بالمخدرات والفساد.
تعتبر الدول الغربية الوضع في فنزويلا تحديًا رئيسيًا للديمقراطية. وقد أصدرت بريطانيا وكندا والاتحاد الأوروبي عقوبات ضد المسؤولين الفنزويليين بسبب انتهاكات حقوق الإنسان. بينما في العالم العربي، نجد أن الغرب يميل إلى دعم أنظمة قد تكون غير ديمقراطية إذا كانت تلك الأنظمة تأتي بمصالح اقتصادية واستراتيجية.
يتأمل البعض في هذه الازدواجية. لماذا تتجاهل الولايات المتحدة وأوروبا تجاوزات حقوق الإنسان والفساد المستشري في بعض الدول العربية؟ قد يكون ذلك بسبب مصالح سياسية واقتصادية تتطلب الاستقرار، حتى وإن كان على حساب الديمقراطية وحقوق الإنسان.
إن الديمقراطية في العالم العربي، رغم أهميتها، لا تتماشى دائمًا مع الأهداف الاستراتيجية للغرب. لذا، تبقى التجاوزات هناك في كثير من الأحيان في الظل، بينما تخرج قضايا مثل فنزويلا إلى السطح، مما يثير تساؤلات حول النزاهة والجدية في مكافحة الفساد والدعوة للديمقراطية على المستوى العالمي