افتتح البابا ليون الرابع عشر، أول بابا من الولايات المتحدة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، ولايته خلال قداس رسمي أقيم في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، أمس الأحد، بحضور أكثر من 200 ألف شخص من قادة دول وشخصيات دينية من مختلف أنحاء العالم. ويأتي تعيينه على رأس الكنيسة في وقت يواجه فيه العالم العديد من التحديات، مما يعكس رغبة الكنيسة في تعزيز مفاهيم السلام والعدالة على مستوى العالم.
وفي أول عظة له، وجّه البابا رسائل قوية، ندد فيها بـ”أنماط اقتصادية تستنزف موارد الأرض وتهمّش الفقراء”، داعياً إلى “بناء عالم جديد يسوده السلام” في إشارة واضحة إلى أولوياته خلال ولايته القادمة.
وقال البابا، الذي أمضى عقدين في مناطق فقيرة في بيرو، إن العالم لا زال يعاني من الانقسامات والعنف والخوف من المختلف، مؤكدًا أن الكنيسة مدعوة إلى المحبة وبناء الجسور بدلاً من فرض السيطرة أو زرع الانقسامات. اختار البابا اسمه تذكّرًا بالبابا لاوون الثالث عشر، المعروف بدفاعه عن حقوق العمال، مما يعكس توجهه الاجتماعي الواضح.
شهد قداس الافتتاح حضور عدد من قادة العالم، من بينهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، بالإضافة إلى وفود من ديانات مختلفة وشخصيات ملكية أوروبية. كما شارك من الجانب الأميركي نائب الرئيس جاي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو، وهو أول حضور رسمي أمريكي بعد وفاة البابا فرنسيس.
وفي ختام القداس، دعا البابا إلى “سلام عادل ودائم” في أوكرانيا، وأبدى قلقه البالغ حيال الوضع الإنساني في غزة، معبرًا عن أن “العائلات والأطفال يُتركون عرضة للجوع”.
منذ استلامه سدة البابوية، أطلق البابا لاوون الرابع عشر عدة رسائل إنسانية، شملت الدعوة إلى إطلاق سراح الصحافيين المعتقلين، واستعداده للوساطة في النزاعات الدولية، مؤكداً حرصه على أن تلعب الكنيسة دورًا فاعلاً في قضايا العالم.