
في مشهدٍ يعكس هيمة الرُّكْضِ المَغْرِبِيِّ على عَالَمِ سِباق الـ3000 مترٍ مَوَاجِـه، وَبِـكـلّ أَناقـةوَبـطـولَـةٍ مَألـوفـة، اِسـتمر سُـفـيَان الـبـقـالِـي فِـي زَعـزمَـةِ عَـرِيقِـهِ ومنـافِـسِـهِ الـمُـبَـاشِـرِ، الإثيوبي جيرما، ليتوج بسهولة في التصفية الثالثة، مؤهلاً إلى النهائي بزمن قدره 8 دقائق و26.99 ثانية، في بطولة العالم لألعاب القوى – طوكيو 2025.
ولم يَكَدِ البطل العالمِي والأولمبي يُطِيلُ الانتظار، مهَيمِنا على السّبَاقِ مِنَ البِدَايَةِ إلَى النِّهَايةِ، بِخطواتٍ ثَابِتَةٍ وَقَفْزَاتٍ رَشِيقَةٍ تَعْكِسُ خِبْرَةً وَثِقَةً لَا تُهَزَّانِ، مُرْسِلًا رِسَالَةً صَارِمَةً إلَى جَمِيعِ المُنَافِسِينَ بِأَنَّ السَّيِّدَ لَا يَزَالُ هُوَ سَيِّدُ هَذَا التَّخَصُّصِ.
وفي انْطلاقةٍ نَظِيرَةٍ، أَضَاءَ الوَاجِهُ المَغربي الآخَرُ، صَلَاح الدينِ بنِيزِيد، المشهد بِتأَلق لَامِع بِتوجه التَّصْفِيَةَ الثانِية بِجدارة، ليَحْجُزَ مقْعدا بِجَانِبِ زَمِيلِهِ البَقَّالِي فِي الْمُشْهَدِ الْخِتَامِيِّ، مُثْبِتًا أَنَّ المَغْرِبَ لَا يَزَالُ قَاعِدَةً انْطِلَاقٍ لِلْعُظَمَاءِ فِي هَذَا السِّبَاقِ الْأَثِير
لكن السعادة المغربية لم تكتمل، حيث واجه العداءان محمد تيندوفت ومصطفى الفايد صعوبة في التأقلم، فحلّا في المركزين التاسع والحادي عشر على التوالي في تصفياتهما، مما حال دون تأهلهما إلى النهائي، إذ لا يتأهل سوى الخمسة الأوائل من كل سباق تصفية.
الأنظار الآن تتجه نحو السباق النهائي، حيث سينطلق البقالي في بحثه عن لقب عالمي ثالث يضاف إلى رصيده الأسطوري (2022، 2023)، في محاولة لتأكيد زعامته المطلقة على وتقريب اسمه أكثر من أي وقت مضى من عمالقة التاريخ.
أما بنيزيد، فسيدخل المعمعة بحماس العباقرة، لا لمجرد المشاركة، بل للمنافسة على منصة التتويج، وبذل كل جهد ممكن ليكون حليفًا قويًا لزميله البقالي في مواجهة المتنافسين الأقوياء، وعلى رأسهم الإثيوبي جيرما الذي سيكون مصممًا على الانتقام، مما يعد بوعد بمعركة ملحمية لا تنسى.
الجميع في انتظار اللحظة التي سترتفع فيها راية المغرب عاليا مرة أخرى، في استمرارٍ لأسطورة لا تتوقف عن العطاء.