جريدة

التجمُّع العالمي للأمازيغية يُطالب الاتحاد الأوروبي بتعويض عن “الجرائم ضد الإنسانية” المرتكبة في حق ساكنة الريف

طالب التجمع العالمي الأمازيغي، في مراسلة موجهة لمسؤولي الاتحاد الأوروبي بضرورة التدخل لتعويض ساكنة الريف المغربي عن الأضرار الناجمة عن استخدام الأسلحة الكيماوية من لدن فرنسا و إسبانيا إبان حرب الريف بين سنة 1921 و1927.

وسجلت الرسالة التي اطلعت جريدة اصوات على فحواها، ووجهها رئيس التجمع المغربي، رشيد الرخا، إلى مسؤولي الاتحاد بمناسبة الذكرى الـ 102 لمعركة أنوال الشهيرة أن ملف الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها الدولتان المعنيتان خلال حرب الريف عبر الاستخدام المكثف للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، لم يتم حلها بعد.

ووجه الرخا المراسلة إلى رئيس الحكومة الإسبانية، و رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، بيذرو سانشيز، رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل والممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل.

قرار مراسلة المسؤولين رفيعي المستوى في الاتحاد الأوروبي مباشرة، جاء على أمل أن يتم “فحص مطالبنا هذه المرة بعناية” والكشف عن مصيرها، يقول رئيس التجمع، مشيرا إلى أن رئيس فرنسا، إيمانويل ماكرون، كانت لديه الجرأة ليؤكد في الجزائر ويعترف بأن ما قامت به بلاده جريمة ضد الإنسانية وتقديم اعتذار على ذلك.

وشددت المراسلة على أن فرنسا وإسبانيا كانتا ملتزمتين ومسؤولتين عن حماية أراضي المغرب وفقا للمعاهدة الموقعة في فاس في 30 مارس 1912، و ليس أن تصبحا متواطئتين في استخدام أسلحة كيميائية ضد سكان المغرب.

وأوضح المصدر ذاته أن سكان الريف لا يزالون يعانون حتى اليوم من تأثيرات الأسلحة الكيماوية المستعملة، حيث تعرف المنطقة معدلات مقلقة للغاية من الإصابة بالسرطان.

وأكد التجمع العالمي الأمازيغي، أنه “لا يمكن لإسبانيا وفرنسا، وبالتالي الاتحاد الأوروبي، الاستمرار في البقاء غير مبالين بهذا الظلم التاريخي والمأساوي لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد السكان المدنيين في شمال المغرب، خلال العشرينات من القرن الماضي”، خصوصا وأن عددا من الدول اعتذرت إزاء ممارساتها الاستعمارية للبلدان التي احتلتها..

وأشارت المراسلة إلى أسف ملك بلجيكا إزاء الممارسات الاستعمارية لبلاده في الكونغو الديمقراطية، نفس الشيء بالنسبة لألمانيا التي اعترفت بارتكاب “إبادة جماعية” في حق شعبي “هيريرو” و”ناما” بنامبيبا، وكذلك اعتراف واعتذار رئيس وزراء هولندا في دجنبر 2022 في “لاهاي” عن دور هولندا في العبودية، و تبعه اعتذار الملك “فيليم ألكسندر”.