التساقطات تنعش امال الفلاحين والمواطنين بتراجع الاسعار المنتجات .
يسود ابتهاج هده الايام يسود لدى الفلاحين بسبب التساقطات المطريّة التي تعرفها العديد من المناطق بالمغرب منذ ليلة أمس الخميس، الآمال بخصوص موسم فلاحي بـ”ثمار إيجابية”، كما رفعت التوقعات بخصوص أن تستأنف هذه الأمطار “مهمّة الانفراج” وخفض الأسعار في الأسواق على بعد أسابيع فقط من شهر رمضان.
وبدا أن “تصوّرا إيجابيّا استباقيّا” تشكل على هامش هذه التساقطات لدى المزارعين ، ومن المنتظر أن تكون لهذه “الرّْحمة”، وفق وصفهم، مآل نموذجيّة، سواء على مستوى التّموين أو أسعار المواد الفلاحية في الأسواق المغربية. وبما أن هذه الأمطار أتت “في وقتها”، فهي ستقلّل “من حدة الجفاف ولو مؤقتا، لكونه أنهك القطاع الفلاحي”، بتعبيرهم.
رياض أوحتيتا، مزارع خبير فلاحي، قال: “هذه التساقطات التي تعرفها المملكة المغربية منذ مساء الخميس لها دور أساسي وأثر إيجابي في تعزيز الإنتاجية، وبالتالي توفير تموين آمن وبوفرة مهمة خلال رمضان المقبل”، مشيرا إلى “دور الأمطار أيضاً في توفير المنتوجات الفلاحية بأسعار معقولة، خصوصاً أنها أتت في سياق متعلّق بوقف التّصدير نحو موريتانيا بحكم رفع هذا البلد لرسومه الجمركية على الصادرات المغربية”.
وشدد أوحتيتا، على “اقتراب الاتحاد الأوروبي من رفع الرسوم الجمركية بدوره لتكسير شوكة المنافسة الداخلية. ولهذا، تعتبر هذه السياقات محفزة لكي يتمّ تسويق المنتوجات ذات الجودة العالية التي كانت توجه للتصدير في المغرب وتوفيرها للمغاربة”، لافتاً إلى أن “التساقطات المطرية الحالية لها دور محوري في هذا السياق، فهي ستساهم في ملء السدود وتعزيز الفرشة المائية، وبالتالي معاكسة تأثير الجفاف ولو مرحليا”.
وعلى هامش اقتراب رمضان، ذكر المهني عينه أن “الأسواق خلال الشهر الفضيل ستعرف وفرة، سواء بالنسبة للخضر أو الحوامض، بحكم أن المغاربة يستهلكون العصائر والسوائل بكميات لافتة خلال رمضان”، مسجلا أن “الأمطار ستكون لها انعكاسات أيضاً على الزراعات البورية كالحبوب التي بلغت نحو 30 في المائة من النمو، ولكن نخشى أن تكون هذه التساقطات مصحوبة بدرجة حرارة متدنية تؤثر على نضج المنتوج”.
الحسين أضرضور، مزارع رئيس الفيدرالية البيمهنية لمنتجي ومصدري الخضر والفواكه بالمغرب، قال إن “الخضر المخصّصة لرمضان تمّ زرعها قبل ثلاثة أشهر، ولكن هذه الكميات من التساقطات، لو استمرت خلال الأيام المقبلة، فستكون لها انعكاسات على التموين، ومن ثمّ على العرض، الذي يكون محددا أساسيا في وضع السعر النهائي للمنتوج بالنسبة للمستهلكين”، مبرزاً أن “التّوقعات تشير إلى أن العرض والطلب سيكونان هذه المرة عاملا في انخفاض الأسعار”.
ووصف أضرضور التّساقطات بـ”الرّْحْمة”، التي تستدعي أن “نحصّن منتُوجاتنا من الأمراض والفيروسات في الأسابيع المتبّقية قبل شهر رمضان الكريم”، مسجلا أن “دور التساقطات أساسي لكونه يخفف أعباء السقي بالنسبة لنا كمزارعين، فمثلا المساحات التي سيستدعي ريّها القيام بالأمر عشر مرات لن تحتاج الآن سوى إلى مرتين، وهذا سيكون فارقا”، وأضاف أن “استمرار الغيث لفترة طويلة سيكون له أثر إيجابي على الإنتاج الفلاحي الإجمالي خلال هذا الموسم”.
ولفت المتحدث عينه إلى أن “المعطيات بالأرقام يصعب تبينها في الوقت الحالي، لكن تراجع التصدير كان له تأثير في التحولات التي تشهدها الأسواق”، مذكرا بـ”أهمية التصدير، لأن له فوائد كثيرة بالنسبة للاقتصاد الوطني. لكن الأولوية اليوم ملقاة على تحقيق الأمن الغذائي للمغاربة، لا سيما في ظرفية روحية ذات مكانة اعتبارية في وجداننا جميعا: شهر رمضان”، موردا: “لن يكون المفعول إيجابيا بالنسبة للخضر فقط، بل أيضا للثروة الحيوانية وغيرها”.