التعليم الاولي المبادرة الوطنية والتنمية البشرية تعزز عرضها في العالم القروي.
باتت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تولي اهتماما خاصا لتعلم الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين 4 و6 سنوات بالنظر للأدوار الهامة لهذا النوع من التعليم خلال هذه المراحل الأولى في تكوين شخصية الطفل.
ويتجلى هذا الاهتمام من خلال مشروع تعميم التعليم الأولي بالمجال القروي والذي تسعى من خلاله المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى دعم الولوج لهذا التعليم بالعالم القروي وتوفيره بهذه المناطق، مع الحرص على ضمان الجودة وتحسيس الساكنة بأهميته في مسار التحصيل الدراسي المستقبلي لفائدة الأطفال.
وما فتئت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وفي إطار شراكات مع فاعلين آخرين معنيين بالشأن التربوي، تعمل على تطوير والنهوض بمجال التعليم الأولي بالعالم القروي بعمالة مراكش، من خلال إحداث وحدات مخصصة لهذا الغرض وتجهيزها بالمعدات الضرورية إلى جانب تغطية تكاليف التسيير.
وتُعتبر وحدة التعليم الأولي بوعزة بالجماعة القروية تسلطانت بعمالة مراكش، التي تشرف على تسييرها المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، نموذجا للمشاريع الرامية إلى الارتقاء بالقدرات المعرفية والعلمية للأطفال وتنمية شخصيتهم وإعدادهم لولوج التعليم الابتدائي، مع امتلاك جميع المعارف المسبقة الضرورية لمواصلة دراستهم في ظروف جيدة، وكذا المساهمة في مكافحة الهدر المدرسي.
وتشمل مجالات التعلم داخل هذه الوحدة التعليمية عددا من الكفايات المرتبطة بامتلاك أدوات ملاحظة واستكشاف الذات والمحيط البيئي والتكنولوجي، والتحكم بالحركات العامة والتفصيلية توجيها وتنظيما وأداء في مختلف وضعيات الجسد، وكذا تحقيق التناسق الجسدي.
كما يتعلق الأمر بامتلاك أدوات تنظيم التفكير، وبناء العمليات الذهنية الأولية، وتنمية الذوق الفني والجمالي، وكذا اكتساب أدوات التعبير اللغوي والتواصل بما يساعد الطفل على القراءة والكتابة فيما بعد، وتشبعه بقيم وقواعد العيش المشترك.
وأشارت المسؤولة عن برنامج تعميم التعليم الأولي بالوسط القروي ودعم التمدرس بقسم العمل الاجتماعي بولاية جهة مراكش – آسفي، رجاء كوكلو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن وحدات التعليم الأولي تضطلع بدور جوهري في المسار التعليمي للطفل، وتشكل فرصة لإدماج الشباب والشابات الحاصلين على شهادات دراسية من أبناء الدواوير المستفيدة وتوفير فرص شغل لهم داخل هذه البنيات التعليمية.
وأضافت أن هذه الوحدات، التي يتم نقل الإشراف عليها إلى الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين باعتبارها القطاع الوصي، مقسمة من الناحية المعمارية إلى صنفين، الأول يتضمن حجرة دراسية واحدة إلى جانب مكتب إداري ومرافق صحية وساحة كبرى، والثاني يشتمل على حجرتين مع مكتب إداري ومرافق صحية وساحة للألعاب والتنشيط.
وذكرت بأن إحداث هذه الوحدات يتم من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية رفقة شركاء آخرين ضمنهم المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة التي تتولى مهمة مواكبة وتتبع المشروع والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، والمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي باعتبارها شريكا أساسيا في هذه العملية حيث تتولى تسيير هذه الوحدات تربويا وبيداغوجيا وديداكتيكيا إلى جانب تكوين المربيات اللواتي يقمن بالتدريس بهذه الوحدات.
من جهتها، أكدت ممثلة المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، فاتحة اقبال، أن وحدة التعليم الأولي بوعزة المحدثة سنة 2021 من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة، تندرج في إطار جهود تعميم التعليم الأولي ولاسيما بالعالم القروي.
وأضافت أن هذه الوحدة من ضمن 57 أخرى للتعليم الأولي التي تشرف عليها المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، تستقبل إلى حدود 26 طفلا لتوفر لهم تعليما أوليا جيدا عن طريق مربيات خضعن للتكوين تحت إشراف مؤطرين.
من جهته، استعرض زكرياء عبد اللوي، مشرف ومؤطر بيداغوجي بالمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، جانبا من المهام المنوطة به وضمنها الإشراف والتتبع البيداغوجي للمربين بوحدات التعليم الأولي، والمصاحبة والمواكبة التربوية للمربيات في مختلف مجالات اشتغالهن والقيام بزيارات ميدانية، والتتبع عن البعد للسير العادي والسليم للوحدات التعليمية وذلك بهدف تنزيل وإنجاح الرؤية البيداغوجية للمؤسسة على الوجه الأمثل.
وأوضح أن المقاربة البيداغوجية المعتمدة يتم تنزيلها عن طريق بيداغوجية اللعب باعتباره حاجة أساسية للطفل وترتكز على ثلاثة محاور تتمثل في التربية والتفتح والتعلم ويتم تحقيق هدف التعلم من خلال الأنشطة المبرمجة ضمن كل محور من المحاور.
ويبلغ عدد وحدات التعليم الأولي المحدثة بالجماعات الترابية القروية التابعة لعمالة مراكش في إطار المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، 211 وحدة تعليمية بغلاف مالي يقدر ب 98 مليون درهم (البناء والتهيئة والتجهيز والتشغيل)، ضمنها 23 وحدة بالجماعة القروية تسلطانت ويشتغل بها قرابة 500 من المربيات والمربين، كما يتم برمجة زيارات ميدانية لإحداث وحدات أخرى برسم مخطط عمل 2024.