جريدة

التغير المناخي: المؤتمرات الدولية ودورها في مواجهة الأزمة

بقلم: الأستاذ محمد عيدني

يعد التغير المناخي قضية عالمية تتطلب استجابة منسقة من الدول والمنظمات الدولية كافة. تسهم المؤتمرات الدولية، وخاصة مؤتمرات الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP)، في تعزيز الوعي وتحفيز العمل الجماعي لمعالجة هذه الأزمة.

1. تاريخ مؤتمرات الأمم المتحدة للتغير المناخي:

بدأت مؤتمرات الأمم المتحدة للتغير المناخي في عام 1995، ومنذ ذلك الحين تم تنظيمها سنويًا بهدف تعزيز التعاون الدولي والتفاهم بشأن القضايا المرتبطة بالتغير المناخي. تمثل كل دورة فرصة للدول لتقديم التزامات جديدة وتقييم التقدم الذي تم تحقيقه.

2. أهداف مؤتمرات المناخ:

تهدف هذه المؤتمرات إلى عدة أهداف رئيسية، منها:

تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة: من خلال وضع أهداف وطنية ملزمة للحد من الانبعاثات.
توفير التمويل: لدعم الدول النامية في مواجهة التغير المناخي من خلال مشروعات التنمية المستدامة.
تعزيز التكيف: مع الآثار الحالية والمستقبلية للتغير المناخي، مثل ارتفاع درجات الحرارة وازدياد الكوارث الطبيعية.

3. اتفاقية باريس 2015:

تعد اتفاقية باريس التي تم توقيعها خلال COP21 في عام 2015 نقطة تحول كبيرة. نصت الاتفاقية على ضرورة الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية أقل من 2 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة، مع السعي للحد من الزيادة إلى 1.5 درجة مئوية. كما شجعت الدول على تقديم التزامات طوعية وخطط وطنية لمكافحة التغير المناخي.

4. التحديات والفرص:

تواجه مؤتمرات المناخ تحديات كبيرة، مثل:

الاختلاف في المصالح: حيث تختلف أولويات الدول المتقدمة والنامية، مما قد يؤثر على التوافق.
التمويل: الحاجة إلى تخصيص ميزانيات كبيرة لدعم الجهود المناخية في الدول النامية.

ومع ذلك، تقدم هذه المؤتمرات أيضًا فرصًا لتطوير تقنيات جديدة، وتعزيز التعاون الدولي في مجالات مثل الطاقة المتجددة والابتكار التكنولوجي.

يظل التغير المناخي أحد أكبر التحديات التي تواجه العالم اليوم. تعد مؤتمرات الأمم المتحدة للتغير المناخي منصة حيوية لتعزيز الجهود الدولية والاستجابة الفعالة. من خلال التعاون والتفاهم، يمكن للدول أن تتخذ خطوات فعّالة نحو مستقبل مستدام وأكثر أمانًا للأجيال القادمة.