شهدت منطقة الشرق الأوسط، في عام 2024، سلسلة من الأحداث السياسية العنيفة التي أثرت بشكل كبير على الساحة الإقليمية والعالمية. حيث تركزت الأضواء على موجة من الاغتيالات التي استهدفت شخصيات بارزة، مما أدى إلى تصاعد حدة التوترات في المنطقة.
اغتيال حسن نصر الله حدث غير مسبوق
في حدث يعتبر الأكثر تأثيرا في الأشهر الأخيرة، استشهاد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في غارة جوية دقيقة من الإحتلال إسرائيلية ، وقعت في أكتوبر 2024. الغارة استهدفت موقعا سريا في الضاحية الجنوبية لبيروت، وكانت نتيجة تتبع استخباراتي دام لفترة طويلة. وصفت هذه العملية بأنها الأكبر منذ حرب 2006، ونتج عنها ردود فعل غاضبة من أنصار نصر الله، الذين دعا بعضهم إلى الانتقام. هذا الحادث أعاد فتح جروح النزاع التاريخي بين لبنان والإحتلال الإسرائيل، مما زاد من حدة الفوضى والتوتر على الحدود.
استشهاد يحيى السنوار ضربة قوية لحماس
وفي تطور آخر، تعرض يحيى السنوار، قائد حركة حماس في قطاع غزة، لعملية اغتيال معقدة في شهر أكتوبر 2024. حيث نفذت قوات الإحتلال الإسرائيلية هجوما منسقا في مدينة خان يونس، شاركت فيه قوات برية خاصة وسلاح الجو، مما أسفر عن وفاة السنوار، الذي اعتبر العقل المدبر لعمليات حماس ضد الإحتلال الإسرائيل. في حين أثار مقتله تصعيدا في أعمال العنف، حيث أطلقت حماس صواريخ بشكل مكثف تجاه المدن الفلسطينية الخاضعة للإحتلال الإسرائيلي، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع في قطاع غزة.
“إسماعيل هنية” غارة موسادة تثير تصعيدا كبيرا
في واحدة من أكثر العمليات الجرأة هذا العام، لقي إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مصرعه خلال زيارة له إلى طهران. عملية الاغتيال، التي نفذت بواسطة الموساد الإسرائيلي، جرت في ظروف سرية ودعت إلى ردود فعل غاضبة في العالم الإسلامي، مشيرة إلى تصاعد التوترات بين إيران والإحتلال الإسرائيل، مع تهديدات شديدة من الجانبين بالتصعيد العسكري.
لبنان يودع سليم الحص
على صعيد آخر، فقد لبنان شخصية سياسية بارزة عندما توفي رئيس الوزراء الأسبق سليم الحص عن عمر ناهز التسعين عاما. عرف الحص بأنه شخصية معتدلة تدعو إلى الوفاق الوطني، وخدم البلاد خلال فترات صعبة في تاريخها. ترك رحيله فراغا كبيرا في الساحة السياسية اللبنانية، ووصف يوم وفاته بأنه نهاية حقبة من السياسة التقليدية في لبنان، التي اتسمت بالتزامها بالمبادئ والحوار.
تراجيديا إيران مقتل إبراهيم رئيسي
وفي حادث مأساوي، لقي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مصرعه في حادث تحطم مروحية شمال البلاد في مايو 2024. كان رئيسي من الشخصيات الفعالة في السياسة الإيرانية، ووقع الحادث أثناء زيارة ميدانية لإحدى المناطق النائية. تركت هذه الحادثة صدمة كبيرة في إيران، حيث أضافت إلى الأزمات المتصاعدة في البلاد، نظرا لفراغ القيادة الذي خلفه.
أثرت هذه الأحداث المتلاحقة على الأوضاع في الشرق الأوسط، فعلى الرغم من كل الوعود بالاستقرار، يبدو أن المنطقة تتجه نحو مزيد من الصراعات والتوترات المعقدة.