جريدة

الجديدة تغرق في الأزبال في عز موسم الاصطياف… والمساءلة غائبة

ميديا أونكيت

في مشهد صادم لا يليق بمدينة ساحلية تراهن على السياحة، تعيش مدينة الجديدة هذه الأيام على وقع أزمة خانقة في قطاع النظافة، بعدما تحولت أزقتها وشوارعها وأحياؤها إلى مكبات مفتوحة للنفايات والأزبال، في ظل عجز واضح للشركة المفوض لها تدبير القطاع، والتي تُعرف في الأوساط المحلية بـ”شركة ولد أحيزون”.

ورغم ما راكمته الشركة من سنوات في التدبير، ورغم الميزانيات الضخمة التي تُرصد لها سنويًا من المال العام، فإن الوضع البيئي بالمدينة لا يزداد إلا سوءًا، خاصة مع توافد المصطافين في موسم الصيف، ما يسيء إلى صورة الجديدة، ويطرح أسئلة حارقة حول جدوى تفويض قطاع حساس لشركة فشلت في احترام دفتر التحملات، وفي أبسط التزاماتها تجاه الساكنة.

في أحياء كـالسلام، النجد، السعادة وسيدي الضاوي،الغربة، دوار لشهب الطاجين المسيرة 1 و2 والحي الصناعي تغيب الحاويات أو تتكسر، وتتراكم الأزبال لأيام دون رفعها، في مشهد يحيل على الاستهتار الكامل بصحة المواطنين وبالبيئة. أما في كورنيش المدينة، فالشركة تتعامل بمنطق لعكر على ال…نونة ، مما يضرب في العمق جاذبية المدينة كوجهة سياحية.

الغريب في الأمر أن الأصوات التي تنتقد الوضع تتكاثر، لكن من دون مجيب. فهل هناك جهات تحمي الشركة من المحاسبة؟ وأين هي لجنة التتبع والمراقبة التابعة للمجلس الجماعي؟ ولماذا تصمت السلطة المحلية أمام هذا التردي غير المسبوق؟

إن ساكنة الجديدة لم تعد تحتمل الوضع، وتطالب بإعادة النظر في العقد المبرم مع الشركة، وتفعيل مبدأ “ربط المسؤولية بالمحاسبة”، وإنهاء منطق الريع في تدبير المرافق العمومية.

فالجديدة تستحق شركة نظافة تحترم المدينة وسكانها، لا من يكتفي بجمع الفوترة وترك الشوارع في حالة مزرية.