مع تعيين السيد صالح داحا عاملاً جديداً على إقليم الجديدة، تدخل المدينة مرحلة حاسمة تتطلب معالجة جذرية لملفات شائكة تتراوح بين الخدمات الأساسية والبنيات التحتية والتنظيم العمراني. ورغم المؤهلات التي تزخر بها المدينة، فإن الواقع يكشف عن حاجة ملحة لإعادة ترتيب الأولويات وتعزيز الحكامة الترابية.
تصميم التهيئة: إصلاح جذري بعد رفض وزاري مزدوج
يُعتبر ملف تصميم التهيئة من أبرز التحديات، حيث رفضته وزارة إعداد التراب الوطني والإسكان مرتين بسبب اختلالات تقنية وهيكلية. هذا الرفض يستدعي تحقيقات شفافة لتحديد المسؤوليات، وإشراك الكفاءات المحلية والمجتمع المدني في صياغة رؤية عمرانية عصرية تستجيب للتوسع الحضري. استمرار غياب التصميم المصادق عليه يضع المدينة في دوامة العشوائية ويهدر فرص التنمية.
النقل الحضري: انهيار خدمة في مدينة متوسعة
تعاني شبكة النقل الحضري من تدهور حاد، حيث يعاني السكان من نقص الحافلات، وضعف جودة الأسطول، وغياب الربط مع الأحياء الجديدة، وعدم احترام البرامج الزمنية. وتفاقم الأزمة due to ضعف المراقبة على تنفيذ التزامات الشركة المشغلة. ينتظر السكان تدخلاً سريعاً من العامل الجديد لإعادة هيكلة القطاع أو البحث عن بدائل أكثر فعالية.
محطة الطرق وسوق الجملة: مشاريع حيوية رهينة الجمود
رغم جاهزيتها البنيوية، لا تزال المحطة الطرقية الجديدة مغلقة بسبب اختلالات إدارية وقانونية، ما يحرم المدينة من خدمة نقل عصرية. كما يتعطل سوق الجملة للخضر والفواكه، وهو منشأة استراتيجية كان من شأنه تنظيم التجارة وتحسين شروط العمل. توقف هذين المشروعين يحرم الجماعة من موارد مالية مهمة ويُطيل أمد الفوضى في السوق الحالي.
البناء العشوائي: تشويه للمشهد الحضري ومساس بهيبة القانون
تنتشر في عدة أحياء ظاهرة البناء غير المرخص، مما يشوه المجال الحضري ويُضعف هيبة الدولة. الأمر يستلزم تدخلاً حازماً عبر تعزيز المراقبة وربط المسؤولية بالمحاسبة، لحماية التخطيط العمراني والمصلحة العامة.
المستشفى الإقليمي: نقطة سوداء في القطاع الصحي
على الرغم من كونه أكبر مؤسسة صحية في الإقليم، فإن المستشفى الإقليمي محمد الخامس يعاني من اختلالات خطيرة، أبرزها النقص الحاد في الأطر الطبية والتمريضية، والأعطاب المتكررة في التجهيزات، والاكتظاظ اليومي، وضعف الخدمات اللوجستية والنظافة. هذه الوضعية ترهق المرضى والأطقم الطبية على حد سواء، وتستدعي تدخلاً عاجلاً من العامل الجديد للتنسيق مع وزارة الصحة لدعم المستشفى بالموارد البشرية والتجهيزات اللازمة.
تركة ثقيلة وأمل في غد أفضل
رغم الفترة القصيرة التي قضاها العامل السابق السيد امحمد عطفاوي، إلا أنه تمكن من إطلاق دينامية إيجابية عبر مقاربته الميدانية. والساكنة اليوم تتطلع إلى أن يبني العامل الجديد على هذه الدينامية، مع إضافة رؤية أشمل وأعمق.
لكن نجاح هذه المرحلة لن يتأتى بدون جرأة في اتخاذ القرارات، واستكمال المشاريع المتعثرة، وقطع دابر بعض الممارسات داخل العمالة التي تساهم في طمس الحقائق وإفشال المشاريع، كما هو الحال في معاناة سكان دوار النواصرة بجماعة الحوزية الذين يعانون منذ أكثر من خمس سنوات من انعدام الماء الصالح للشرب.
الجديدة مدينة بإمكانيات هائلة، وقادرة على تجاوز أزماتها إذا ما توفرت الإرادة السياسية والحكامة الجيدة. الوقت الآن هو وقت العمل، والمواطنون ينتظرون خطوات ملموسة تترجم الوعود إلى واقع.