جريدة

الجيش الأردني يعتقل جنود إسرائيليين في منطقة وادي عربة

ميديا أونكيت 24

أفادت صحيفة “هآرتس” العبرية نقلاً عن مصادر مطلعة أن قوات الجيش الأردني اعتقلت عدة جنود إسرائيليين بعدما اجتازوا الحدود الدولية في منطقة وادي عربة قبل أسابيع. وقد أثارت الحادثة تساؤلات حول ضبط الإجراءات الأمنية على هذه الحدود التي توصف بأنها “أكثر هدوءاً” مقارنة بجبهات أخرى.

وفقاً للتفاصيل التي نشرتها الصحيفة، فإن الجنود الإسرائيليين تقدمُوا “بضع مئات الأمتار” داخل الأراضي الأردنية قبل أن توقفهم دوريات للجيش الأردني كانت تقوم بمهامها في المنطقة. وأشارت المصادر إلى أن الجنود تصرفوا من تلقاء أنفسهم، دون علم أو موافقة ضباطهم، مما يثير تساؤلات حول الانضباط العسكري وآليات الرقابة على الحدود.

وتم احتجاز الجنود لعدة ساعات في قاعدة عسكرية أردنية، حيث أجريت معهم تحقيقات قبل أن يتم إعادتهم إلى إسرائيل. ومن اللافت أن الجيش الإسرائيلي، رغم تأكيده تفاصيل الحادثة، امتنع عن الكشف عن هوية الوحدة العسكرية التابعين لها أو سبب دخولهم إلى الأردن، مما يضفي غموضاً على دوافع الحادثة وظروفها.

هذه الحادثة تلفت الانتباه إلى طبيعة الحدود بين البلدين، والتي لا تحظى بدرجة التعزيز ذاتها كما هو الحال على حدود إسرائيل مع لبنان وسوريا ومصر. فبينما تشهد تلك الحدود إنشاء حواجز وأسلاك شائكة وأنظمة مراقبة متطورة، تبقى الحدود مع الأردن في بعض القطاعات مجرد خط افتراضي يتميز بمسارات غير واضحة وسياج قديم.

ورغم ذلك، تؤكد المصادر أن كل جندي إسرائيلي يخدم في المنطقة يتلقى تدريباً كافياً لمعرفة موقع الحدود ويتعرف على التضاريس، مما يجعل اجتيازها “عن طريق الخطأ” أمراً مستبعداً إلا في حالات نادرة.

هذه الواقعة تذكر بأهمية الحدود كخطوط سيادية وحساسية أي اختراق لها، حتى لو كان محدوداً وغير مقصود. كما تبرز الدور الحيوي للقوات الأردنية في حراسة حدودها والحفاظ على الأمن في المنطقة، خاصة في ظل ظروف إقليمية متقلبة.

في الختام، تبقى الحادثة رسالة واضحة على أن الهدوء الظاهر على الحدود لا يعني إهمالها، وأن الثقة بين الجانبين، رغم وجود اتفاقية سلام، لا تلغي ضرورة اليقظة والاحترام الكامل للسيادة والحدود الدولية.