جريدة

الدار البيضاء .. المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب يطلق أول منصة خاصة بالشبكات الذكية بإفريقيا

قام المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، ورابطة شركات الكهرباء الأفريقية، أمس الثلاثاء، بإطلاق منصة خاصة بالشبكات الذكية بإفريقيا، وذلك بمركز علوم وتقنيات الكهرباء التابع للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بالدار البيضاء.

وتم تقديم المنصة خلال حفل عرف حضور المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب عبد الرحيم الحافظي، والمدير العام لرابطة شركات الكهرباء الأفريقية أبيل ديدييه تيلا.

وتضم هذه المنصة محطتين للطاقة الشمسية الكهروضوئية kWc 40، وعنفة رياح بقدرة 1 كيلوواط، ومحطة للأرصاد الجوية، ونظام مراقبة SCADA.

كما تحتوي على معدات تكنولوجية أخرى بأحدث التقنيات، والتي ستمكن، من بين أهداف أخرى، من التحكم في إدماج الطاقات المتجددة التي تعمل بنظام التناوب في الشبكات الكهربائية، وذلك من خلال استعمال تقنيات حديثة ومبتكرة لمراقبة الشبكات الذكية.

وستمكن هذه المنصة الجديدة أيضا من تطوير القدرات التقنية والتعليمية لمركز علوم وتقنيات الكهرباء كمركز إفريقي للتميز بالإضافة إلى تحسين المهارات في وسائل الاتصال الحديثة والتوقعات الإنتاجية للطاقات المتجددة التي تخدم الشبكات الذكية.

وبهذه المناسبة، أكد السيد الحافظي في تصريح للصحافة، أن منصة الشبكات الذكية هذه تعد الأولى من نوعها في إفريقيا، مؤكدا أنها ستمكن من تطوير وإدارة الطاقة التي تتوفر عليها المملكة بشكل رشيد.

وتابع أن ” المغرب حقق تقدما كبيرا في مجال الطاقات المتجددة على مستوى المنظومة الوطنية للكهرباء”، مبرزا أن هذه الإنجازات الكبيرة “ تحثنا اليوم على أخذ التحديات الجديدة بعين الاعتبار، وخاصة تلك المتعلقة بمجال الذكاء الاصطناعي”.

من جانبه، أوضح السيد تيلا، في تصريح مماثل، أن التجهيزات التي تضمها المنصة ستمكن من مواكبة المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب في سياسته الرامية إلى تطوير الطاقات المتجددة، كما أنها تتماشى مع رؤية المملكة لتطوير الطاقة.

وأشار إلى أن هذه المعدات تمكن أيضا، كما هو الحال بالنسبة لرابطة شركات الكهرباء الأفريقية (عضو شبكة مراكز التميز الإفريقية في مجال الكهرباء)، من تعزيز القدرة الكهربائية لجميع البلدان الإفريقية، مبرزا أن منصة الشبكات الذكية ستمكن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب من تعزيز مكانته على الصعيد الإفريقي لدعم قدرات القارة في مجال الكهرباء.

يشار إلى أن تكلفة هذا المشروع بلغت حوالي 373 431,35 يورو (أي أكثر من 4 ملايين درهم)، حيث تم تمويله بالكامل من طرف البنك الأفريقي للتنمية، وذلك في إطار الشبكة الإفريقية لمراكز التميز في الكهرباء (RACEE)، وهي مبادرة قارية تم إطلاقها في يونيو 2016 تحت قيادة جمعية شركات الكهرباء بإفريقيا من أجل تحسين أداء شركات الكهرباء الإفريقية وكذا مستوى مهارات الأطر والتقنيين الأفارقة.

ويهدف المكتب، من خلال هذا المشروع، إلى تعزيز مكانة مركز علوم وتقنيات الكهرباء التابع له كمركز تكوين من الجيل الجديد، وذلك من خلال الاعتماد على تقنيات حديثة ومدربين مؤهلين وأدوات تعليمية مبتكرة.

جدير بالذكر أن المكتب، وفي إطار سياسته الرامية الى تعزيز التعاون جنوب جنوب، يستقبل كل سنة حوالي 100 إطار وتقني من مختلف بلدان إفريقيا جنوب الصحراء من أجل متابعة التكوين في مهن الكهرباء داخل مركز علوم وتقنيات الكهرباء، الذي تم اختياره كمركز تميز منذ سنة 2013 من طرف الشبكة الأفريقية لمراكز التميز في الكهرباء.

وبفضل العمل على تطوير مشاريع مشتركة وتبادل المعارف والخبرات بين المؤسستين، يطمح كل من المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب ورابطة شركات الكهرباء الأفريقية إلى تعزيز المرونة والكفاءة التشغيلية للشبكات الكهربائية في أفريقيا، وذلك من خلال تعزيز الحلول الطاقية المستدامة، وبالتالي المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للقارة الإفريقية.