جريدة

الذهب يتراجع في الأسواق العالمية ب80 دولار

ميديا أونكيت 24

 

هزت موجة بيع حادة أسواق الذهب العالمية خلال جلسة الإثنين، حيث مني المعدن الأصفر بخسائر فادحة بلغت قرابة 2%، ليخسر حوالي 80 دولاراً للأونصة، منسدياً إلى مستوى خطير عند 4031.3 دولار، في أحد أبرز التراجعات اليومية الحادة خلال الفترة الأخيرة.

ويعكس هذا الأداء استمراراً للضغوط الهائلة التي يتعرض لها الذهب، والتي حولته من ملاذ آمن مفضل إلى وجهة للتصفية، وسط تحولات جذرية في توقعات المستثمرين وسياسات البنوك المركزية العالمية.

 

شهدت جلسة التداول يوم الإثنين 27 أكتوبر / تشرين الأول 2024، تدهوراً سريعاً في سعر التسليم الفوري للذهب، حيث فشلت جميع محاولات الصمود فوق مستوى 4110 دولار للأونصة. واندفع البائعون بقوة لتدفع الأسعار للهبوط متعمقة خسائرها لتصل إلى ما يقرب من 2%، مسجلة بذلك واحدة من أسوأ الجلسات أداءً في الأشهر القليلة الماضية.

وبنهاية الجلسة، كان الذهب قد أغمض على انخفاض قدره 80 دولاراً، ليستقر عند 4031.3 دولار للأونصة، وهو مستوى لا يُرى منذ عدة أشهر، مما يضع علامات استفهام كبرى حول مستقبل اتجاهه في المدى المتوسط.

تحليل السوق: لماذا ينهار الذهب؟

يرجع المحللون الماليون هذا التراجع الحاد إلى مجموعة من العوامل المتشابكة:

توقعات رفع الفائدة الأمريكية: لا تزال التوقعات بشأن استمرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) في رفع أسعار الفائدة بشكل حاد هي العامل الأبرز. فرفع أسعار الفائدة يزيد من جاذبية الأصول ذات العائد مثل السندات على حساب الذهب الذي لا يدر عائداً، كما أنه يعزز من قيمة الدولار.

قوة الدولار الأمريكي: صعد الدولار أمام سلة من العملات الرئيسية، مما يجعل شراء الذهب المقوم بالدولار أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى، فينخفض الطلب العالمي عليه.

تحسن معنويات السوق المخاطرة: مع بدء ظهور بوادر تحسن في بعض المؤشرات الاقتصادية أو تراجع حدة المخاوف من الركود، قد يتحول المستثمرون من الملاذات الآمنة مثل الذهب إلى أصول ذات مخاطرة أعلى وعائد أكبر، مثل الأسهم.

 

في ظل هذا المناخ المتشائم، يتجه معظم المحللين إلى نظرة سلبية في الأجل القصير. يشير الهبوط الحاد إلى أن الزخم الهبوطي قد يكون هو المسيطر، مع توقع العديد من الخبراء اختبار مستوى الدعم النفسي الهام عند 4000 دولار للأونصة قريباً.

ويؤكد الخبراء أن أي انعكاس للاتجاه سيكون مرهوناً بشكل أساسي بإشارات واضحة من البنك المركزي الأمريكي حول نهاية دورة رفع الفائدة، أو ظهور صدمات جيوسياسية أو اقتصادية تدفع المستثمرين للعودة مجدداً إلى الملاذات الآمنة.

وبينما يحجم المستثمرون عن الشراء حالياً، تظل عيون السوق معلقة على أي تطورات قد تعيد اللمعان إلى بريق الذهب الذي بدأ يخبو بشكل لافت.