جريدة

الرباط :ندوة الدراسات الحديتية في العالم الاسلامي الواقع والمامول

شكل موضوع “الدراسات الحديثية في العالم الإسلامي.. الواقع والمأمول”، محور ندوة دولية انعقدت الاثنين بالرباط، بمشاركة ثلة من العلماء والباحثين في الحديث النبوي الشريف من المغرب وخارجه.

 

 

   وتوخت هذه الندوة، التي نظمتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالتعاون مع مؤسسة دار الحديث الحسنية في إطار الأنشطة الموازية للدروس الحسنية الرمضانية، تسليط الضوء على واقع دراسات الحديث النبوي في مختلف البلدان الإسلامية من خلال عدة محاور، والمساهمة في تحقيق إجابات علمية لفتح آفاق جديدة لهذه الدراسات.

 

 

 

   وقال أستاذ الحديث وعلومه بمؤسسة دار الحديث الحسنية، محمد ناصيري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، أن هذا اللقاء يعكس اهتمام الجامعات في العالم الإسلامي بالحديث النبوي وبعلومه، بما في ذلك بالمملكة إذ تعرف العناية بالحديث النبوي الشريف في عهد أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس، ازدهارا كبيرا.

 

 

 

   وأبرز ناصيري أن هذه العناية تتجلى في تقريب الحديث الشريف إلى عموم المواطنين من خلال مبادرات عديدة منها منصة محمد السادس للحديث النبوي الشريف، وكذا الكراسي الحديثية التي يشرف عليها المجلس العلمي الأعلى، التي مكنت من بعث الدرس الحديثي والإقبال عليه من باب النقل والرواية والنشر والاستمداد منه وبسط أنواره في صفوف عامة الناس.

 

 

 

  وأكد المشاركون في هذا اللقاء أن دراسات الحديث النبوي وعلومه، لها مظاهر عديدة تبرز عناية الأمة بالحديث الشريف والسنة النبوية، مشيرين إلى أن العصر الحاضر شهد ظهور تحديات فرضت حاجة ملحة إلى تطوير هذه الدراسات، وهو ما انبرت له مؤسسات رسمية وأفراد، كل من جهته.

 

 

 

  وتطرق عبد الحكيم الأنيس، عضو هيئة كبار العلماء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي بالإمارات العربية المتحدة، في مداخلة بالمناسبة، لنماذج من المؤسسات والخزائن التي تولي عناية فائقة بالدراسات الحديثية في العالم العربي.

 

 

 

   وخلال حديثه عن النموذج المغربي، أكد الأنيس أن النشاط الحديثي بالمملكة “كبير وممتد”، سواء تعلق الأمر بالمؤسسات المختلفة التي تهتم به، أو من حيث وتيرة النشر والحركة العلمية المهمة في الدراسات الحديثية المتنوعة، مبرزا في هذا الصدد الأهمية البالغة للدروس الحسنية الرمضانية التي تحتضنها المملكة منذ عقود، والتي مافتئت تتطرق للأحاديث الشريفة والسنة النبوية.

 

 

  من جانبه، أكد الأستاذ بمعهد السلام في أكسفورد/لندن، أكرم الندوي، أن الاهتمام بالحديث النبوي بلغ ذروته بتأليف صحيحي البخاري ومسلم، مؤكدا أن الحاجة ملحة اليوم في مجال خدمة الحديث قصد الإجابة عن إشكالات العصر الحديث وتحليلها وتفكيكها ووضع حلول لها.

 

 

 

   وقدم أستاذ الحديث النبوي الشريف وعلومه بمؤسسة دار الحديث الحسنية، عبد الرحيم آيت بوحديد، لمحة عن العقبات التي يواجهها طلبة علم الحديث، بما في ذلك وجود فجوة بين المصطلحات التي يدرسها الطالب وبين كتب أهل العلم المتقدمين، وغياب التدرج السلس بين مستويات دراسة هذا العلم.

 

   وأبرز في هذا الصدد ضرورة تحسيس الطبة بثمرات علوم الحديث وعوائده الحميدة في بنائهم العلمي و التربوي، وإقامة دورات علمية تدريبية، وربط قواعد علوم الحديث بالواقع واستثمارها لحل الإشكالات المعاصرة.