جريدة

الرباط : ندوة دولية حول التهيئة المستدامة في خدمة الجادبية الترابية

ميديا أونكيت 24

 ينظم صندوق الإيداع والتدبير، اليوم الجمعة بالرباط، ندوة حول “التهيئة المستدامة في خدمة الجاذبية الترابية”، بمشاركة ممثلي العديد من القطاعات والمتخصصين في المجال الترابي.

 

ويناقش المشاركون في هذه الندوة مواضيع تتعلق، على الخصوص، بالحكامة الترابية في النموذج التنموي الجديد، وجاذبية المجالات الترابية، وآثار التهيئة الترابية على الاستثمار، وكذا القيمة الترابية. وفي كلمة بالمناسبة، أكد الكاتب العام لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، يوسف حسني، على أهمية هذا اللقاء الذي يدخل موضوعه في صلب اهتمام صندوق الإيداع والتدبير، وجميع القطاعات الوزارية، خاصة وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير وسياسة المدينة، بحكم مهامها في إعداد التراب والتخطيط. وتطرق السيد حسني إلى مؤشرات تطور المجال الترابي في المغرب، مبرزا أن المملكة تشهد تحولات عديدة، لا سيما على مستوى النمو الديمغرافي والتمدن الذي يشهد دينامية حضارية تكرس الفوارق الترابية بين المجالين الحضري والقروي. وشدد على أن المدن تعتبر قاطرة للتنمية والثروة ومحضن عيش أغلبية السكان المغاربة، وتمكن من الإسهام في خلق فرص التنمية الاقتصادية والبشرية والرقي الاجتماعي، معتبرا أن التحدي يكمن، على الخصوص، في بلورة سياسة ترابية متجددة تساهم في مواجهة الاختلالات الناتجة عن التفاوتات وتأمين التنمية الترابية المستدامة وضمان التنافسية والعدالة المجالية. كما أبرز أن الوزارة تعمل، في أفق النهوض بالمجالات الترابية، على إرساء أسس تخطيط ترابي متجدد واستشرافي مرتكز على قواعد ترابية للتحكم في الامتدادات الحضارية والتحكم في العقار والحركية الحضارية وتطوير فضاءات للعيش الكريم. من جهته، اعتبر رئيس مجلس جهة الرباط-سلا-القنيطرة، ممثل جمعية جهات المغرب، رشيد العبدي، أن الجهوية المتقدمة تضع الجميع في صلب العمل الترابي، مع ضرورة الوعي بالمقاربة الترابية التي لها أهميتها على جميع المستويات. وأكد السيد العبدي على محورية تحديد الإستراتيجيات ووضع الخطط والبرامج المتعلقة بالجاذبية الترابية التي لها دورها في تحسين ظروف عيش السكان، مشيرا إلى أن إعداد التراب الوطني يتطلب مشاركة جميع القطاعات وفق مقاربة أفقية والتقائية سيكون لها أثر في المستقبل. وأضاف أنه من أجل إنعاش جاذبية الأقاليم، ينبغي التركيز، بالخصوص، على العناصر المتعلقة بالتخطيط الحضري المستدام، وتحفيز الاستثمار والحفاظ على الثقافة المحلية، مذكرا بمخططات التهيئة العمرانية وإعداد التراب التي تم اعتمادها بالمغرب. من جانبه، أكد المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، خاليد سفير، على الأهمية البالغة التي يكتسيها لقاء اليوم لارتباطه الوثيق بالتنمية بشكل عام والتنمية المستدامة على الخصوص، مشيرا إلى أنه يشكل مناسبة أيضا للوقوف على المجهودات المبذولة لرفع التحديات المتمثلة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وذكر السيد سفير بإطلاق سلسلة من الإصلاحات والأوراش، منها ورش الجهوية المتقدمة، وإصدار القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية، واعتماد الميثاق الوطني للاتمركز الإداري. وأبرز أن هذه الأوراش ساهمت في خلق تحول نوعي في أنماط الحكامة الترابية، والانفتاح الاقتصادي والتنمية الترابية، معتبرا أن التنمية المستدامة أساسية لضمان تحقيق التنمية الاقتصادية بالمغرب. وسجل المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير أن الهدف الرئيسي للتهيئة الترابية يتمثل في جعلها جذابة وذات تنافسية من خلال تثمين الموارد الترابية. ويتضمن برنامج هذا اللقاء إلقاء عرض حول “الحكامة الترابية في نموذج التنمية الجديد”، وتنظيم مائدتين مستديرتين، تهم الأولى “جاذبية المجالات الترابية أساس ديناميتها”، حيث تناقش الكيفية التي يمكن من خلالها إنعاش هذه الجاذبية لتصبح في قلب التنمية، و”كيف يمكن التوفيق بين الجاذبية والاستدامة؟”، و”ما هي الآثار الإيجابية للإعداد والتهيئة الترابية على جاذبية الاستثمار؟”، و”هل تلعب إستراتيجية الإعداد والتهيئة الترابية والتخطيط العمراني الدور المحوري في ما يتعلق بجاذبية هذه المناطق؟”، و”ما هو دور الرقمنة في مجال عمليات الإعداد والتهيئة الترابية؟”. ويناقش المشاركون في المائدة المستديرة الثانية موضوع “عرض القيمة الترابية”، من خلال محاور تهم التساؤل حول “من هم الفاعلون بخصوص هذا العرض؟”، و”هل هو عرض متكامل؟”، و”ما هي آليات ومراحل هذا العرض؟”، و”كيف يندرج بعد الاستدامة في هذا العرض؟”.