جريدة

الصحة النفسية في المغرب: تحديات العصر الحديث وسبل التكيف

بقلم الأستاذ محمد عيدني

 

في عالم يتزايد فيه التعقيد والإيقاع السريع، أصبح الحديث عن الصحة النفسية ضرورة ملحة، خاصة في المجتمع المغربي الذي يواجه العديد من التحديات. تتزايد المخاوف المرتبطة بالقلق والاكتئاب بشكل ملحوظ، مما يستدعي ضرورة تناول هذه الموضوعات بشكل جاد وموضوعي.

القلق: مظاهر وتحديات

يعاني فئة كبيرة من الشباب المغاربة من القلق المستمر الذي يتسبب في اضطرابات عميقة. يُعزى هذا القلق إلى مجموعة من العوامل، منها الضغوط الاجتماعية والاقتصادية، وصعوبة العثور على وظائف مناسبة، وحتى التحديات العائلية. إن قنوات التواصل الاجتماعي، على الرغم من فوائدها، تُساهم أيضًا في تضخيم القلق النفسي من خلال عرض نماذج حياة مثالية يصعب تحقيقها.

الاكتئاب: خفي لكنه مؤثر

لا يُعتبر الاكتئاب موضوعًا غريبًا على المجتمع المغربي؛ بل يُمكن أن يُعتبر من أكثر الأمراض النفسية شيوعًا. وتستدعي الحاجة إلى الوعي بأعراض الاكتئاب، والتي قد تشمل الشعور بالتعب المستمر، وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية. ومن المهم أيضًا مخاطبة وصمة العار المرتبطة بالبحث عن المساعدة، والتي تعيق العديد من الأشخاص عن اتخاذ الخطوة الأولى نحو العلاج.

سبل التكيف والوعي

هناك حاجة ماسة لتعزيز الوعي بأهمية الصحة النفسية، من خلال برامج تعليمية تستهدف المدارس والجامعات. يمكن أن تسهم هذه البرامج في إنشاء بيئة مشجعة على التعبير عن المشاعر، وفتح الأبواب للحوار حول القضايا النفسية.

كما يُعتبر الانخراط في نشاطات رياضية والاهتمام بالتغذية الصحية من الوسائل الفعالة لتحسين الصحة النفسية. إن العناية بالجسد تُعتبر خطوة أولى نحو تحسين الحالة النفسية، مما يعكس العلاقة المتبادلة بين الجسد والعقل.

دور المجتمع والجهات المعنية

لعبت المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية دورًا هامًا في نشر الوعي حول أهمية الصحة النفسية، لكن يتعين عليها العمل بشكل أكبر لتمويل عيادات الصحة النفسية وتوفير الدعم النفسي المتخصص. كما يُعتبر توفير منصات سرية ومجانية للحوار الجماعي والدعم من طرق معالجة هذه القضايا.