جريدة

الطاقات المتجددة والاستدامة محور لقاء قمة “ميدايز” للاستثمار بطنجة

 شكل موضوع “الطاقة والاستدامة: الأخضر = النمو؟” محور لقاء نظم أمس الأربعاء بطنجة، على هامش الدورة الـ15 لمنتدى “ميدايز”، بمشاركة عدد من الخبراء المغاربة والأجانب في هذا المجال.

 وشكل هذا اللقاء فرصة للخبراء والمشاركين لتبادل الخبرات والتجارب في مجال الطاقات المتجددة، وتقديم مقترحات، تهم سبل الاستثمار لتطوير مجال الطاقات المتجددة وروافدها على مستوى القارة الإفريقية خاصة، والعالم بشكل أوسع.

وفي هذا الصدد، أكدت مفوضة الطاقة والنقل والسياحة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الاتحاد الافريقي، أماني أبوزيد، أن القارة الإفريقية تتوفر بشكل مهم على الموارد البشرية ذات الكفاءة العالية، والساكنة الأكثر نشاطا، مما يجعلها تزخر بمصادر الثراء، لا سيما في مجال الطاقات المتجددة والمعادن وغيرها.

وشددت المتحدثة على أن المملكة المغربية تتوفر على أهم محطة للطاقة الشمسية في العالم بورزازات، الأمر الذي يعطي للمغرب فرصة أكبر للاستثمار في مجال النجاعة الطاقية بالرغم من التغيرات التي يعرفها العالم، مضيفة أنه يجب فقط إيجاد أشكال الاستثمار التي تتلاءم مع ظروف القارة، والبحث عن فرص التمويل.

وقالت السيدة أبوزيد “نبذل قصارى جهدنا للعمل بشكل أعمق وأوسع بالرغم من التحديات والتغييرات التي أصبح العالم يعيشها في الآونة الأخيرة”، مشيرة إلى أن القارة الإفريقية أمام تحدي تعميم الطاقات المتجددة على ما يقارب 51 في المائة من سكانها، بالإضافة إلى العمل على الولوج لهذه الطاقات بشكل يمكن أن يساهم في تيسير عمل مجموعة من الاقتصادات المرتبطة بالطاقة.

من جهته، أشار المدير العام لـ”مازن”، طارق حمان، في مداخلة بالمناسبة، إلى المسؤولية التي يتحملها المغرب كشريك أساسي وفعال في مجال الطاقات المتجددة منذ سنة 2009، خصوصا محطة الطاقة الشمسية “نور” التي يتوفر عليها المغرب والتي بإمكانها توفير نسبة مهمة من الكهرباء في أفق 2027.

وشدد السيد حمان على مكانة المغرب والمنجزات التي تمكن من تحقيقها في مجال النجاعة الطاقية والطاقات المتجددة، في سياق أزمات التغير المناخي والإجهاد المائي، مبرزا أن الحكومة المغربية بجميع مؤسساتها تعمل جديا على تحقيق ولوجية أكبر للطاقات والكهرباء لفائدة الساكنة، وتطوير نسبة الإنتاجية ضمن سلسة القيم في المنظومة الاقتصادية.

وقال المتحدث إن “بلدنا يعتبر الآن مصدرا جيدا لوسائل النقل نحو الخارج، بفضل الطاقات المتجددة التي أصبحنا نجيد التعامل معها”، مضيفا أن المغرب يعمل مستقبلا إلى جانب اللجنة الأوروبية للاستفادة أكثر من المبادرات الاقتصادية والاستثمارية التي تهم الهيدروجين الأخضر.

ومن جانبه، أشاد الوزير الفرنسي السابق، إيريك بيسون، بإمكانات المملكة المغربية على المستوى الطاقي والمعدني، داعيا إلى ترشيد الاستغلال البشري في هذا المجال، خصوصا أن القارة الإفريقية، كمثال، ستحتاج مستقبلا إلى أكثر من 30 في المائة من الطاقة تزامنا مع التطور العمراني والديمغرافي الذي تعرفه.

وأشار إلى أن دول العالم خصصت حوالي ألف مليار دولار السنة الماضية لقطاع الطاقات المتجددة، منبها إلى أن الحكومة عليها أن تأخذ بعين الاعتبار إلى جانب الاستثمارات احتياجات الساكنة، حسب كل دولة ومميزاتها الطاقية ومؤهلاتها البشرية.

ويعد منتدى “ميدايز” بمثابة منصة حقيقية للقاء والحوار بين الشمال والجنوب، وبشكل أكثر تحديدا لمناطق المغرب الكبير والبحر الأبيض المتوسط وإفريقيا والشرق الأوسط مع انفتاح متزايد على أمريكا اللاتينية وآسيا، وهو منتدى دولي أحدث سنة 2008، ويشارك فيه سنويا أكثر من 250 شخصية دولية وخبيرا في الجيواستراتيجية والسياسة والاقتصاد والعلوم الاجتماعية.