دعا راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب المغربي، إلى مواجهة جماعية للتحديات المتراكمة التي تعاني منها القارة الإفريقية، أبرزها الإرهاب والانفصال والجريمة المنظمة العابرة للحدود، مؤكداً أن هذه الظواهر تُفاقم أزمة النزوح وتُعطّل التنمية وتحرم الأجيال من التعليم.
في كلمته الافتتاحية للدورة الثالثة للجمعية العامة لمؤتمر رؤساء المؤسسات التشريعية الإفريقية (COSPAL) بالرباط، شدد الطالبي العلمي على ضرورة “إدانة تحالف الإرهاب والانفصال” واتخاذ مواقف صارمة تجاه المسؤولين عنه، باعتبار ذلك شرطاً أساسياً لتحقيق الأمن الجماعي والاستقرار، اللذين يُشكلان ركيزتي أي تنمية مستدامة.
وأبرز رئيس مجلس النواب مظاهر القصور البنيوي في القارة، مشيراً إلى تداعيات التغيرات المناخية المتمثلة في التصحر والفيضانات، رغم انبعاثاتها المنخفضة مقارنة ببقية العالم. كما تناول تحديات الأمن الغذائي، حيث أشار إلى مفارقة استيراد الدول الإفريقية لمعظم غذائها رغم امتلاكها أراضٍ خصبة وموارد مائية غنية، مما يُرهن ميزانياتها ويُقلص تمويل الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة والبنى التحتية.
ولمواجهة هذه الإشكاليات، أكد الطالبي العلمي على ضرورة توفر “إرادة سياسية جماعية” للانتقال من منطق تدبير الأزمات إلى ثقافة الوقاية وحلّ المشكلات، مع القطع مع سياسات الانفصال والاعتماد على استغلال الموارد المحلية لتحقيق التنمية المنشودة.
وفي هذا الإطار، شدد على الدور المحوري للبرلمانات الإفريقية في ترسيخ الديمقراطية ودولة المؤسسات، والعمل على تحويل الحدود إلى فضاءات للتبادل والازدهار، مستثمرةً الطاقات الشابة والثروات الهائلة لإفريقيا لضمان عدالتها ومصالحها في المحافل الدولية.
جاءت هذه التصريحات في إطار نقاش السبل الكفيلة بتعزيز التعاون البرلماني الإفريقي لمواجهة التحديات المشتركة، حيث يُعتبر مؤتمر رؤساء المؤسسات التشريعية الإفريقية منصة هامة لتبادل الرؤى وتنسيق الجهود نحو قارة أكثر استقراراً وتقدماً.