جريدة

العزوزي يوضح حقيقة “اختراعه الثوري” لتنقية الدم

ميديا أونكيت 24

تصدر اسم المخترع المغربي يوسف العزوزي منصات التواصل الاجتماعي في المغرب، وسط ادعاءات بأنه صاحب “أول اختراع في العالم ينقي الدم من داخل الأوعية الدموية”. لكن القصة الحقيقية، كما يرويها صاحبها نفسه، هي قصة بحث علمي طويل وشاق، لا يزال في مراحله التجريبية ولم يثبت نجاحه بعد.

وانتشرت موجة من الدعم والحماس بين المغاربة بعد نشر العزوزي مقطع فيديو يروي فيه رحلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعمل على تطوير ابتكاره. لكن هذه الموجة، بحسب تعبيره، رافقتها “مبالغات” كبيرة حول طبيعة المشروع ومرحلة تطوره.

في تفاصيل القصة، يؤكد العزوزي أن جهازه، الذي يسعى لتطويره، لا يزال في مرحلة التجارب المختبرية وهو “معرض للفشل”. وقد صُدم هو نفسه من الصورة التي رُوجت له، حيث تم تصويره كاختراع مثبت علميًا، ونسجت حوله روايات مفادها أن “الولايات المتحدة خطفت الاختراع” وأن “المغرب تخلّى عن مخترعه”.

وقد سارع المخترع نفسه إلى توضيح الأمر، مشددًا على ضرورة إعادة النقاش إلى “السكة الصحيحة”، ومتعهدًا بمزيد من الشفافية حول تقدم أبحاثه. كما ردّ على منتقديه الذين ركزوا على خلفيته الدينية، معيدًا التركيز إلى الجانب العلمي للقضية.

الهدف الرئيسي للجهاز، كما يشرح العزوزي، هو مكافحة الالتهاب المزمن الذي غالبًا ما يؤدي إلى رفض الجسم للأعضاء المزروعة بعد عمليات الزرع. ويعتمد مفهوم الجهاز على تركيبه داخل الأوعية الدموية لتصفية الدم، وتستهدف آلية عمتق الخلايا اللمفاوية (الكريات البيضاء)، المسؤولة عن المناعة المكتسبة، بهدف تقليل الالتهاب المزمن ومساعدة الجسم على التخلص منه.

وأعلن العزوزي أن التجارب التي أُجريت على الخنازير باستخدام نموذج أولي للجهاز قد أظهرت نتائج إيجابية في قدرته على تصفية الدم. ومع ذلك، فإن الانتقال إلى المرحلة التالية، وهي التجارب السريرية على البشر، هو الخطوة الحاسمة والأصعب، والتي تتطلب تمويلاً ضخمًا ووقتًا طويلاً لإثبات السلامة والفعالية.

يجد العزوزي نفسه الآن في مرحلة حساسة. فموجة الدعم الشعبي، رغم ما رافقها من مبالغات، قد تفتح له باب الأمل في الحصول على التمويل المادي الذي يحتاجه بشكل عاجل. فقد أوشك التمويل المحدود الذي حصل عليه من قبل على النفاد، وهو في حاجة ماسة إلى مستثمر أو ممول لمواصلة عمله في المختبرات وإجراء التجارب اللازمة لإثبات نجاعة اختراعه.

ويؤكد العزوزي أن استمرار الأبحاث والتجارب قد ينتهي بـ “تسجيل سابقة تاريخية” قادرة على مساعدة الملايين من المرضى حول العالم، لكنه يصر على أن الطريق إلى ذلك لا يزال طويلاً ومليئًا بالتحديات.

تبقى قصة يوسف العزوزي مثالًا على التحديات التي يواجهها المخترعون والعلماء، ليس فقط في الجانب التقني، ولكن أيضًا في مواجهة الإعلام الجماهيري وسرعة انتشار المعلومات، حيث يمكن للحماس الجماهيري أن يتحول إلى سلاح ذي حدين: مصدر للأمل والدعم، أو مصدر للتضليل والضغط. يدعو العزوزي الجميع إلى فهم العلم كما هو: عملية تراكمية صارمة، قائمة على الشك والتجربة والدليل، وليس على الإشاعات والعواطف.