العمراني يبرز الإنجازات الملكية ببريتوريا
م يوسف العمراني، سفير المغرب في جنوب إفريقيا، حفل استقبال استثنائي، الاثنين، بمناسبة الذكرى الـ24 لتولي الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين.
وأوضح البلاغ الذي تم التوصل به أنه “تم تنظيم هذا الاستقبال، الذي أقيم في جو احتفالي وودي، بوجود الدبلوماسيين المعتمدين في بريتوريا ممثلي الدول الشقيقة والصديقة، وشخصيات فاعلة في المجال السياسي والاقتصادي والإعلامي، بالإضافة إلى عدد من افراد الجالية المغربية المقيمة بجنوب إفريقيا”.
وأضافت المصادر ذاتها أن يوسف العمراني ألقى، بالمناسبة، كلمة سلط من خلالها الضوء على العديد من الإنجازات التي حققتها المملكة المغربية في مختلف المجالات، والتي ما فتئت تساهم في المكانة المميزة التي تحتلها المملكة في إفريقيا والعالم.
وقال السفير المغربي إن الملك محمدا السادس قام، لأكثر من عقدين من الزمن، ببلورة مسيرة المغرب وتوجهاته، كبلد يضع على رأس أولوياته “شعبه ووحدته”، قبل أن يؤكد العمراني أهمية البرنامج الإصلاحي الإنساني والمتبصر، الموجه بالأساس إلى القطاعات الاجتماعية، والذي يعمل المغرب من خلاله باستمرار، تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، من أجل إرساء نموذج اقتصادي عادل مستديم وفعال، ومن أجل تجويد الخدمات العمومية الأساسية.
وبالمقابل، شدد السفير على أنه “بعد الحفاظ على مسار ناجح في التصنيع وتطوير الطاقات المتجددة، أطلقت الحكومة برنامجا قويا موجها نحو تسريع التصنيع في البلاد وتعزيز اقتصادها، حيث سيعمل صندوق محمد السادس للاستثمار الجديد، وإنشاء وكالة المقاولات العمومية، واعتماد ميثاق الاستثمار الجديد، على ضخ استثمارات ضخمة في الاقتصاد وتوفير إطار لتطور ديناميكي في هذه المجالات”.
وأشار يوسف العمراني أيضا إلى أننا “نحتفل هذا العام بالذكرى الـ60 لإنشاء منظمة الوحدة الإفريقية”، مذكرا بأنه “قبل 60 عاما، أظهر آباؤنا المؤسسون شجاعتهم التي لا يمكن إنكارها من خلال تحدي جميع الصعوبات لبناء اتحاد يعكس تضامنهم ورغبتهم في بناء إفريقيا قوية ومزدهرة وموحدة؛ وهو مطلب لطالما طرحه المغرب، منذ مؤتمر الدار البيضاء في عام 1961”.
وفي هذا الصدد، سجل المسؤول الدبلوماسي المغربي أنه “يجدر بنا مواصلة السير على خطاهم وتكريم ذكراهم من خلال الالتزام بالعمل بإيمان وعزم من أجل سعادة ورفاهية شعوبنا، وخاصة الأجيال الشابة، من خلال توريثهم قارة موحدة سياسيا ومتكاملة اقتصاديا ومتناغمة اجتماعيا”، قائلا: “دعونا لا ننسى أبدا أن إفريقيا هي وطننا وعائلتنا ومستقبلنا”.
وعلى المنوال نفسه، أكد السفير أن “المغرب مقتنع الآن، أكثر من أي وقت مضى، في سياق التوتر الجيوسياسي المتزايد والشعبوية المتزايدة، بأن التعاون متعدد الأطراف هو المفتاح لإفريقيا”، مضيفا، في معرض حديثه عن العلاقات بين المملكة وجنوب إفريقيا، أن “البلدين يشتركان في تاريخ طويل حيث كانا دائما يعتبران لاعبين رئيسيين في بناء إمكانات إفريقيا، وقد اتخذت علاقاتنا خطوات مهمة لتقريب شعوبنا وأعمالنا ومصالحنا ورؤانا”.
وأضاف في هذا السياق: “يجب على بلدينا العمل معا لمواجهة قضايا عالمية معقدة ومترابطة، تتراوح بين قضايا الاستقرار والسلام والأمن الدولي والأزمة المالية والاتجار بالبشر والحد من الفقر ومكافحة التطرف والتنمية الاقتصادية”، مشيرا إلى أن “تجديد العلاقات الثنائية بين المغرب وجنوب إفريقيا، باسم التضامن والصداقة والتعاون الإفريقي، لا يزال موضوع جهود من كلا الجانبين، حيث يجب على إفريقيا النهوض لمواجهة هذه التحديات كقارة موحدة”.
وورد ضمن البلاغ أنه “بهذه المناسبة، قامت سفارة المملكة المغربية في بريتوريا بنشر مقطع فيديو يسلط الضوء على المشاريع الكبرى التي تم إطلاقها في المملكة، فضلا عن الإنجازات والتقدم المحقق في العديد من المجالات بتوجيه مستنير من الملك محمد السادس”.
وفي كلمته في هذا الاستقبال، أعرب فضل نصير الدين، رئيس مديرية شمال ووسط إفريقيا بوزارة العلاقات الدولية والتعاون بجنوب إفريقيا، باسم رئيس الجمهورية سيريل رامافوزا وحكومة وشعب جنوب إفريقيا، عن تهانيه الحارة والصادقة للملك محمد السادس وكذلك لحكومة وشعب المملكة المغربية بمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية الـ24 لتولي الملك عرش أسلافه الميامين.
وقال المتحدث: لقد تم بذل العديد من الجهود في السنوات الأخيرة لتحقيق مزيد من التآزر بين جنوب إفريقيا والمغرب، وأقر بأنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لإعادة تشكيل علاقاتنا على أساس أهداف مشتركة، مثل السلام والتنمية في القارة”.
وبعدما أكد فضل نصير الدين أنه “يمكن لجنوب إفريقيا والمغرب، وهما من أكبر المستثمرين في إفريقيا، أن يلعبا دورا مهما في تنفيذ اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية لتحسين التجارة البينية بشكل كبير”، أشار إلى “وجود إمكانيات عديدة لتعزيز التعاون في مختلف القطاعات ذات الاهتمام المشترك”، مؤكدا أن “البلدين عضوان نشطان في الاتحاد الإفريقي ويلعبان دورا مهما في تحقيق السلام والأمن في إفريقيا”.