مراكش : المبادرة الوطنية للتنمية البشرية اعطاء أولوية للتمكين الاقتصادي للنساء القرويات
ميديا أونكيت 24
وما فتئت المبادرة، ومنذ إطلاقها سنة 2005، تولي أهمية خاصة للتعاونيات النسائية على اختلاف المجالات التي تنشط فيها لا سيما من خلال المواكبة المالية والتقنية، وذلك بالنظر إلى كون التعاونيات دعامة أساسية وخيارا استراتيجيا لدعم وتعزيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
ويهم الدعم التقني المقدم للتعاونيات، على الخصوص، وسائل إنتاج وتسويق منتجات التعاونيات من أجل الرفع من قدراتها وتطوير أدائها تحقيقا للتنمية المحلية.
ويتجسد هذا الاهتمام على مستوى عمالة مراكش من خلال عدد التعاونيات النسائية المحدثة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتي تنشط في مجالات مختلفة، من قبيل النسيج والخياطة وإنتاج الزرابي وذلك تعزيزا لمساهمة النساء ولاسيما القرويات في التنمية الاقتصادية المحلية.
ومن النماذج التي تعكس النهج العملي والمبتكر للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في النهوض بقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، تعاونية أيت بوحدادي المحدثة سنة 2018 بدوار أيت بوهو بالجماعة القروية أيت إيمور بعمالة مراكش، التي تعمل على تقوية قدرات النساء القرويات من مختلف الأعمار في الخياطة وإنتاج الزرابي من خلال إحداث مركز مخصص لهذا الغرض بكلفة مالية تقدر ب134 ألف درهم ساهمت فيها المبادرة ب80 ألف و400 درهم وتستفيد منه حوالي 50 امرأة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت لطيفة بوهدادي، رئيسة التعاونية، إنه بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية حصلت التعاونية وبعد عام على تأسيسها على دعم تقني متمثل في توفير آليات ومعدات الخياطة والطرز وآلات نسج الزرابي.
وأضافت أن التعاونية، ساهمت في توفير مصدر دخل قار لعدد من نساء الدوار من خلال نسج وتسويق الزرابي مما ساعدهن على تحسين وضعهن الاجتماعي، مذكرة في هذا السياق، بحرص التعاونية على استحضار البعد المتعلق بترشيد استعمال المياه والمحافظة على البيئة خلال عملية نسج الزرابي من خلال استخدام كميات قليلة من هذه المادة الحيوية وبدون مواد كيماوية في عملية غسل الصوف للحصول على منتوج يدوي بجودة عالية.
وتابعت السيدة بوهدادي، أن التعاونية تقدم أيضا تكوينا للفتيات المنقطعات عن الدراسة في إطار التدرج المهني من أجل تعلم فن التصميم والخياطة وكذا الأعمال اليدوية (الراندة، طرز حساب) قبل حصولهن على شهادة في آخر السنة، مما يفسح لهن المجال لإحداث مشاريع خاصة بهن، مبرزة الإقبال الكبير للنساء والفتيات على هذه التعاونية الوحيدة المتخصصة في مجال الصناعة التقليدية بالدوار.
وبعد أن أشارت إلى تسويق منتجات التعاونية في معارض ومن خلال البيع المباشر، أكدت رئيسة التعاونية على الحاجة الماسة إلى التسويق الرقمي خاصة وأن النساء استفدن من تكوينات في هذا المجال.
كما عبرت عن شكرها وامتنانها لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على إطلاقه للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وعلى ما يوليه جلالته من اهتمام خاص للنهوض بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للنساء ولاسيما بالعالم القروي.
من جهتها، قالت رئيسة مصلحة برنامج تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب بعمالة مراكش، سعاد زغلول، في تصريح مماثل، إن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعتبر شريكا أساسيا في مجال تطوير الاقتصاد الاجتماعي والتضامني؛ لما يكتسيه هذا القطاع من أهمية في مجال خلق فرص الشغل والتنمية الاقتصادية والادماج الاجتماعي.
وأضافت أن اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بعمالة مراكش، وفرت الدعم المالي التقني لفائدة التعاونيات في إطار البرنامج الثالث من المرحلة الثالثة من المبادرة المتعلق بتحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب في محوره تحسين الدخل، وذلك في إطار تطوير سلاسل الإنتاج ذات الأولوية وذات إمكانات التشغيل العالية والتي تتماشى مع المؤهلات الاقتصادية لعمالة مراكش.
وأبرزت السيدة زغلول، في هذا السياق، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى العمالة، قامت بدعم 173 مشروعا ضمنها 40 في المائة بالوسط القروي لفائدة 154 تعاونية مما مكن من خلق أكثر من 1900 فرصة شغل مكنت المستفيدين من تحسين دخلهم.