المعرض الدولي للنشر والكتاب : الأحتفاء بمسار الشاعرة مليكة العاصمي
أونكيت ميديا 24
تم، يوم أمس الجمعة بالرباط، تنظيم لقاء يحتفي بمسار الشاعرة مليكة العاصمي، وذلك في إطار فعاليات الدورة ال29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب التي تتواصل فعالياتها إلى غاية 19 ماي الجاري.
وشكل هذا اللقاء، الذي سيره الشاعر والإعلامي ياسين عدنان، فرصة لاستحضار التجربة الإنسانية والأدبية لمليكة العاصمي التي تعد جزءا لا يتجزأ من المشهد الأدبي المعاصر، ومناسبة لاستحضار مساهماتها العديدة في مجال السياسة والأدب على السواء.
وحسب المنظمين، فإن الشاعرة العاصمي تعبر من خلال أعمالها، عن تجارب المرأة ومعاناتها بأسلوب شعري مؤثر يمزج بين الجمالية اللغوية والرسالة الاجتماعية، وتحظى بتقدير واسع في المجتمع الأدبي المغربي وخارجه، نظرا لتأثيرها العميق وقدرتها على استعراض قضايا هامة بأسلوب راق ومؤثر.
وقال الشاعر صلاح بوسريف، في كلمة بالمناسبة، إن الشاعرة مليكة العاصمي امرأة تمكنت من فرض ذاتها بقوة في سبعينيات القرن الماضي حيث كان الفكر الذكوري سائدا آنذاك، من خلال اختراقها للعمل السياسي الحزبي، وكذا اختراقها العمل الثقافي حين أسست جمعية ثقافية وأصدرت مجلة وبرزت باعتبارها شاعرة.
وأضاف أن المحتفى بها كانت مثالا للشاعر الذي أدرك منذ اللحظة الأولى أن رسالته تفرض أن يكون مع الجميع ولا ينغلق على ذاته، وظلت طيلة مسارها الإبداعي محافظة على عناصر بنائها الشعري، ومكرسة لرسالة الشعر التي تتوجه للنخبة كما تتوجه للعامة.
بدوره، أبرز عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، عبد الجليل الكريفة، الخصال الإنسانية والإبداعية للشاعرة العاصمي التي تتسم بالحكمة واللباقة وحسن التدبير، تماما مثلما تتملك أدوات الخطابة و”حلاوة النطق”، مستحضرا في هذا الصدد الإقبال الذي كانت تشهده محاضراتها أيام كانت أستاذة بالجامعة.
وأضاف الكريفة أن العاصمي تميزت أيضا بخوضها غمار السياسة في وقت مبكر، وكانت مولعة بشعر الملحون ومهتمة به، و”عنوانا للمرأة المناضلة” في إطار الحفاظ على مقومات هويتها.
وقالت العاصمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، إن هذا اللقاء الاحتفائي بسيرتها ومسارها يحمل رمزية خاصة ويشكل فرصة للتواصل مع الجمهور من جيل الشباب، ومن الأجيال التي عايشناها على السواء.
وبعدما أعربت عن شكرها للمنظمين على هذا اللقاء، قالت العاصمي إن المعرض الدولي للنشر والكتاب يمثل فرصة لإشاعة الكتاب والتعريف به، مبرزة في الوقت ذاته الحاجة إلى تعميق العمل في المجال الثقافي ومواكبة التطورات التي يشهدها على المستوى العالمي.
يشار إلى أن الشاعرة مليكة العاصمي من مواليد مدينة مراكش سنة 1946، حاصلة على دبلوم الدراسات العليا في الآداب، وتعد من المؤسسات لدراسة الأدب الشعبي في الجامعة المغربية.
وأثرت مليكة العاصمي التجربة الشعرية المغربية بعدد من الإصدارات القيمة منها “كتابات خارج أسوار العالم” (1988)، و”أصوات حنجرة ميتة” (1989)، و”موسوعة حضارة مراكش بين زمنين” (2019).
وتنظم الدورة ال29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، تحت رعاية الملك محمد السادس، من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل بشراكة مع ولاية جهة الرباط سلا القنيطرة وجهة الرباط سلا القنيطرة وجماعة الرباط. وتشهد هذه الدورة مشاركة 743 عارضًا يمثلون 48 دولة، مع حلول اليونسكو كضيف شرف.