جريدة

المغربية اسماء بيربستريلوا جسر للتبادل التقافي بين المغرب والبرتغال .

هي واحدة من الشخصيات المغربية التي اقترن مسارها بالتميز وتمكنت من فرض وجودها في بلاد المهجر، حاملة نفحات الوطن الأم، ضاربة في الأرض تنشد الإنجاز وتحقيق الذات.

 

 

 

 

   على غرار شريحة واسعة من أفراد الجالية المغربية الذين استطاعوا التألق في مجالات وحقول متعددة ومختلفة، من الرياضة إلى ريادة الأعمال، ومن السياسة إلى الفن والأدب، يسطع اسم أسماء بيريستريلو، عنوانا لقصة نجاح ملهمة لمهاجرة مغربية تحدت كل الصعاب وطبعت على مسارات مهنية متفردة.

 

 

 

 

   تجسد هذه المرأة المقاولة، التي يقترن اسمها بزوجها البرتغالي الجنسية، قصة نجاح من نوع خاص لمغربية مهاجرة ازدادت وترعرعت بالعاصمة الرباط، حيث تابعت دراستها بثانوية ديكارت، ثم انتقلت لمتابعة دراستها الجامعية بجامعة صوفيا أنتيبوليس بمدينة نيس الفرنسية، قبل أن يستقر بها المقام بالبرتغال، وبالضبط في العاصمة لشبونة.

 

 

 

   تقول أسماء، الأم لثلاثة أطفال، وسيدة الأعمال النشيطة جدا في مجال الإنعاش العقاري، في في حوار خصت به وكالة المغرب العربي للأنباء، إنها تنقلت بين بلدان عديدة، من المغرب إلى فرنسا، فالبرتغال التي تستقر بها اليوم بصفة رسمية، مرورا بألمانيا وجمهورية التشكيك التي قضت بها أيضا سنوات عديدة، ونهلت من ثقافات وحضارات متعددة، ساعدها في ذلك إتقانها لخمس لغات أجنبية.

 

 

 

 

   تتمتع هذه المرأة القوية بقدرة فطرية على التكيف بسرعة مع البيئات الجديدة. فتجربتها في التنقل بين الثقافات غير المألوفة منحتها مجموعة مهارات فريدة تسمح لها بالنجاح في بيئات الأعمال المتنوعة. وهذه القدرة على التكيف، جنبا إلى جنب مع اندفاعها المتواصل ومثابرتها، جعلها تفرض نفسها داخل المجتمع البرتغالي الذي ينظر إليها بكثير من التقدير.

 

 

 

 

 

   وبقدر تنقلها بين الجغرافيات، تنقلت أسماء بين أكثر من مهنة، حيث عملت بشركات متعددة الجنسيات، قبل أن تختبر العمل بين ألمانيا وشمال إفريقيا، حاملة حقيبة سفر دائمة بين البرتغال والمغرب ومصر، قبل أن تشغل حاليا مديرة تجارية بوكالة عقارية معروفة بلشبونة.

 

 

 

 

   وبالموازاة مع عملها الرسمي، الذي راكمت من خلاله تجربة مهمة في عالم المال والأعمال، آثرت أسماء أن تخصص جانبا من نشاطها لخدمة بلدها الأم الذي يسكنها والحاضر في كل تفاصيل حياتها، حيث أسست وكالة أسفار بغية تعزيز إشعاع صورة المملكة والترويج لوجهة المغرب السياحية.

 

 

 

 

 

   تقول أسماء في هذا الصدد،” أردت من خلال تأسيس وكالة الأسفار بمعية شريك آخر إرساء الجسور وخلق التقارب بين البرتغال والمغرب، البلدان الجاران اللذان تربطهما علاقات تاريخية عريقة، وذلك عبر تنظيم العديد من الرحلات بين البلدين”، مبرزة أن “الغرض هو التعريف أكثر بالمغرب وجعل الزوار البرتغاليين يقفون عن كثب على المؤهلات الحضارية والثقافية والسياحية التي تزخر بها المملكة، وإمكانيات وفرص الاستثمار التي تتيحها بالنسبة للمقاولات الأجنبية”.

 

 

 

   شوك في الطريق. قبل خمسة سنوات، اكتشفت أسماء إصابتها بسرطان الثدي، المرض الذي لم ينل من عزيمتها وإرادتها القوية، حيث واجهت الداء اللعين بشجاعة وإيجابية. شكل ذلك تحديا صعبا ومفاجئا، لاسيما وأنها احتفظت دائما بنمط حياة صحي وداومت على ممارسة الرياضة، إلى جانب خلو التاريخ العائلي من أثر الداء.

 

 

 

 

   تتحدث أسماء عن المرض بجرأة وشجاعة امرأة آمنت بقدرها وقررت أن تتحدى هذا المرض بكل التفاؤل الذي يقتضيه الوضع، حيث لم تتردد في الحديث عن مرضها بصوت عال من خلال إجراء مقابلات إعلامية في الموضوع، وتقديم بعض التفاصيل حول الكيفية التي توفق بها بين تدبير معاناتها مع المرض ومع حصص العلاج الكيماوي، وفي نفس الوقت المحافظة على نشاطها اليومي المعتاد.

 

 

 

 

 

   وبالرغم من شراسة هذا الضيف الثقيل منذ خمس سنوات، لم تتوقف أسماء عن الاستمرار في مزاولة نشاطها المهني والرياضي والتمتع بلحظات حياتها.

 

 

 

 

 

   بروحها الإيجابية وإصرارها على قهر المرض ومثابرتها والتزامها في أداء عملها كمقاولة ومديرة تجارية إلى جانب عنايتها بأطفالها، تقدم أسماء نموذج شخصية ملهمة ومثالا للمرأة المغربية المهاجرة المصممة على النجاح على الرغم من كل التحديات والصعاب.