أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، خلال مشاركته في الدورة العادية الـ164 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، أن المملكة المغربية، تحت قيادة الملك محمد السادس، تتبنى السلام كخيار استراتيجي وتدعو إلى التخلي عن منطق إدارة الأزمات في التعامل مع الإجراءات الإسرائيلية غير المقبولة.
وأوضح بوريطة في كلمته أن المغرب، انسجامًا مع الرؤية الثاقبة للملك محمد السادس، يتابع بقلق بالغ التطورات في الأراضي الفلسطينية، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية والقدس الشريف. وشدد على ضرورة وقف إطلاق النار فورًا، والعودة إلى طاولة المفاوضات كسبيل وحيد لإنهاء النزاع وتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
كما جدد الوزير الدعوة إلى فتح جميع المعابر لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، ودعم دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فضلاً عن حماية مؤسسات الإغاثة التابعة للسلطة الفلسطينية. وأكد على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس، واحترام المقدسات الإسلامية والمسيحية وفق الوضع القائم منذ عام 1967.
وفي إطار التضامن مع الشعب الفلسطيني، أشار بوريطة إلى أن الملك محمد السادس، بصفته رئيسًا للجنة القدس، أمر بإطلاق جسر جوي لنقل حوالي 300 طن من المساعدات الغذائية والطبية إلى غزة، مساهمًا بذلك في تخفيف معاناة الفلسطينيين. كما أكد على استمرار دعم المغرب لسكان القدس من خلال وكالة بيت مال القدس الشريف، بهدف الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي للمدينة المقدسة وتحسين الظروف المعيشية للمقدسيين.
وعلى الصعيد الدولي، أشاد الوزير بالزخم المتزايد للاعتراف بالدولة الفلسطينية، مؤكدًا أن حل الدولتين يظل الخيار الأكثر عقلانية وواقعية لتحقيق السلام. وأبرز في هذا السياق تنظيم المغرب، بالشراكة مع هولندا، الاجتماع الخامس للتحالف الدولي لحل الدولتين في مايو 2025 بالرباط، والذي أسهمت مخرجاته في تعزيز الجهود الدولية نحو تحقيق هذا الهدف.
إلى ذلك، تناول بوريطة الوضع في سوريا، مشيرًا إلى أن المغرب أعاد فتح سفارته في دمشق كخطوة نحو تعزيز العلاقات الثنائية ودعم السوريين في تحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة أراضيهم.
وفي ختام كلمته، أكد الوزير على التزام المغرب بقيادة الملك محمد السادس بدعم العمل العربي المشترك والإصلاح الشامل لجامعة الدول العربية، بما يمكنها من مواجهة التحديات وتحقيق التضامن والازدهار المنشودين للشعوب العربية.
هذا المقال يعكس بشكل واضح ودقيق موقف المغرب كما عبر عنه وزير الخارجية في اجتماع جامعة الدول العربية، مع التركيز على القضايا الرئيسية مثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ودعم المغرب للشعب الفلسطيني،以及الجهود الدولية والإقليمية التي يبذلها المغرب لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.