جريدة

المغرب يجيى دكرى السابعة للعودة الى أحضان الاتحاد الأفريقي .

 قي 30 من يناير تحل، ذكرى عودة المملكة المغربية إلى الاتحاد الإفريقي بعد مقاطعة لهد اللتكتل الأفريقي دام أزيد من تلاتين سنة ، وبعد سبع سنوات من هاته “اللحظة التاريخية” تواصل الرباط حصد عوائد هذا القرار الإستراتيجي، وتستمر في التركيز على هدفها محو عضوية جبهة البوليساريو.

 

 

 

مكن انخراط المملكة في دالك التكتل  الإفريقي من   تقوية تموقعها كفاعل أساسي في القضايا الإفريقية، وكعامل حاسم في مستقبلها، من خلال العديد من المبادرات والمشاريع والشراكات الإستراتيجية.

 

 

 

“لقد اختار المغرب سبيل التضامن والسلم والوحدة، وإننا نؤكد التزامنا من أجل تحقيق التنمية والرخاء للمواطن الإفريقي، فنحن، شعوب إفريقيا، نتوفر على الوسائل وعلى العبقرية، ونملك القدرة على العمل الجماعي من أجل تحقيق تطلعات شعوبنا”، هاته كانت عبارة مقتطفة من كلمة العاهل المغربي، محمد السادس، سنة 2017، داخل قبة الاتحاد الإفريقي.

 

 

 

واليوم يبرهن المغرب أقواله على الواقع، عبر الإعلان عن أبرز مبادرة تم إطلاقها في القارة السمراء، وهي تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، ما سيخدم مصالح شعوب المنطقة التي تعاني من مصاعب أمنية واقتصادية واجتماعية جمة.

 

 

 

وفي موضوع الصحراء اخترق المغرب معاقل قيادة الرابوني التاريخية، ونجح في تحييد مواقف دول كانت لا تعرف سوى أطروحة الانفصال، فيما برزت سياسة “القنصليات” بالأقاليم الجنوبية، التي تشكل فيها الدول الإفريقية حصة الأسد.

 

 

 

ومنذ 2017 إلى الآن يواصل المغرب العمل على هدفه الأبرز، وهو طرد جبهة البوليساريو من المنظمة الإفريقية، إذ مؤخرا حصد “نداء طنجة” توقيعات جديدة من دبلوماسيين أفارقة، في وقت يتعاظم الوعي الإفريقي بخطورة وجود هذا التنظيم في أجهزته، وتأثير ذلك على شراكاته الدولية.

 

يرى موساوي العجلاوي، خبير في الشؤون الإفريقية، أن هاته الذكرى تطرح نقاش تواجد المغرب في أجهزة الاتحاد الإفريقي، الذي يتبين من خلاله “حضور وازن، خاصة في شق الإصلاح المؤسساتي”.

وبين العجلاوي، ضمن تصريح لهسبريس، أن “خطاب العاهل المغربي، محمد السادس، لسنة 2017، أكد على الدور الذي ستلعبه الرباط في استتباب الأمن بالقارة الإفريقية، وهو ما ظهر في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد، إذ كان المغرب من رواد إصلاح هاته المؤسسة، التي كانت من أسباب مشاكل القارة”.

وأضاف الخبير في الشؤون الإفريقية أن “هذا المجلس الذي كان يعيش على وقع سيطرة جزائرية وجنوب إفريقية لم تكن أي دولة تحصل على فرصة تسييره، وذلك في إطار الأجندات الخارجية لكلا البلدين”، موضحا أن “الرباط أنهت هذا الوضع، ونجحت في مؤسسات أخرى في تجاوز إفريقيا أزمات أبرزها كوفيد-19”.

وفسر العجلاوي هذا الأمر بأن “الاتحاد الإفريقي في مؤسساته شهد تحولا كبيرا وجذريا، من سيطرة الكتلة الأنكلوفونية، إلى الفرانكفونية، وهو ما يفسر وجود دول من هذا الشق تأخذ مساحات قيادية أكبر في الاتحاد”.

 

 

 

مضى الخبير ذاته شارحا: “هذا التحول كان في صالح المغرب، إذ إن حصة الأسد من الدول الإفريقية هي التي لها قنصليات في الداخلة والعيون، ما يبرز تحولا آخر في مواقف الاتحاد من قضية الصحراء، خاصة في قمة نواكشوط لسنة 2018، التي حصرت معالجة هذا النزاع في الأمم المتحدة فقط، بعدما كان هذا المنتظم محطة للتضيق على الوحدة الترابية للمملكة، حيث كان هنالك ممثل إفريقي بالصحراء، وهو ما رفض المغرب استقباله، وبعد عودة الرباط انتهى هذا الوضع”، لافتا إلى أن “المملكة تعرف اليوم وجود العديد من أجهزة الاتحاد بأراضيها، كما تعمل بشكل قوي على فتح مشاريع ومبادرات جد مهمة، كمبادرة الأطلسي، وأنبوب الغاز النيجيري- المغربي”.

وفي ما يخص مسألة طرد البوليساريو، أشار المتحدث ذاته إلى أن “هنالك جانبا قانونيا وسياسيا، الأول مرتبط بحصة الدول المطالبة بطرد الجبهة (الثلثان)، التي يجب أن تضع المطلب في جدول الأعمال، واستمرار بعض الدول الأنكلوفونية في دعم الجبهة، أبرزها جنوب إفريقيا، التي توظف هاته الورقة إلى جانب القضية الفلسطينية في سياق الانتخابات المقبلة للتغطية على فساد الحزب الحاكم، وكينيا التي تلعب على الحبلين”.

أما سياسيا فيخلص العجلاوي إلى أن “المغرب يسير في الطريق الصحيح لحصد الـ 38 صوتا، من خلال توجه دول إفريقية مستقبلا نحو سحب الاعتراف بالكيان الوهمي”.

 

من جانبه، سجل محمد الغواطي، محلل سياسي، أن قرار عودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي سنة 2017 هو أبرز خطوة اتخذتها الرباط في تاريخ سياستها الخارجية.

 

 

 

 

ويضيف الغواطي لهسبريس أن “هاته العودة مكنت المغرب من تجاوز مناورات الخصوم في هاته المنظمة، مع حصد مكاسب عديدة؛ أبرزها التعبير عن مواقفه من داخل قارته، وعزل البوليساريو المدعومة جزائريا، مع إبراز الوضع الغريب الذي يحظى به هذا الكيان في المنظمة”.

 

 

 

 

وأكد المحلل السياسي ذاته أن “الرباط نجحت في تعميق الشراكات مع عمقها الإفريقي، وكسب أصوات مؤيدة في ملف الصحراء، ومبادرة الأطلسي الفريدة التي تجعل المملكة قوة فاعلة بجدارة”.

 

 

 

 

واستطرد المتحدث ذاته بأن “مسألة طرد البوليساريو تقترب أكثر من أي وقت مضى، خاصة في ظل ستمرار شراكات المغرب مع معاقل الجبهة، وتنامي الوعي الإفريقي بغرابة مقعد قيادة