جريدة

المنتدى الوطني للمدرس: انتقادات لبرمجة نشاط وزاري يتسبب في هدر آلاف ساعات التعلم

ميديا أنكيت

بعد إهدار أكثر من ثلاثة أشهر من زمن التعلمات الصفية خلال الموسم الدراسي 2023/2024 بسبب الإضرابات التي خاضها نساء ورجال التعليم ضد قرارات شكيب بنموسى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، عاد الوزير نفسه ليبرمج ما أسماه “المنتدى الوطني للمدرس” أيام 26 و27 شتنبر 2024، أي بعد أسبوعين على التحاق التلاميذ بفصولهم الدراسية بمشاركة نحو 3000 أستاذ، بمعدل ما بين 240 إلى 300 أستاذ في كل أكاديمية جهوية للتربية والتكوين، ويتسبب في هدر آلاف ساعات التعلّمات الصفية.

 

ويتساءل مراقبون داخل القطاع في توضيحات لـموقع “إعلامي”، كيف أن الوزارة برمجت خلال أوقات الدراسة منتدى وطنيا للأستاذ، يشارك فيها 95% من الأساتذة، ومديرين ومفتشين ومسؤولين جهويين وإقليميين ومركزيين، تركوا عملهم وتركوا من وراءهم آلاف التلاميذ من أجل حضور ورشات استماع ومناقشة، بعضها لمتدخلين غادروا منظومة التربية والتكوين لسنوات، ولم يحيّنوا مستجدات القطاع وما حصل به من تغييرات”.

 

ووفق المصدر ذاته، فإن حضور هذا العدد الهائل من الأساتذة، الذي أثار انتقادات واسعة، حيث حضر مقربون وموالون، أضاعوا خلال الأربعة الأيام من حضور المنتدى الوطني (الأربعاء في رحلة الذهاب والسبت في رحلة العودة) ما يفوق 80 ألف ساعة دراسة لأكثر من 5600 قسما بلا مدرّس، وحرم أكثر من 336 ألف تلميذة وتلميذ من 8 ملايين و64 ألف ساعة دراسة ضاعت خلال الأربعة أيام من النشاط الوطني.

 

وبحسب المصدر ذاته، فقد أثيرت انتقادات واسعة من نساء ورجال التعليم على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب من جرى اختيارهم لحضور أشغال المنتدى الوطني، بعدما تكفلت كل أكاديمية جهوية للتربية والتكوين بنقلهم وإيوائهم إلى الرباط على نفقات كل أكاديمية، حيث تم انتقاء من يستفيدون من تكليفات من دون تشاور بين أساتذة المؤسسة التعليمية في من سيمثلهم، وهم يشتغلون في مناطق حضرية ومقرات عملهم في الوسط القروي، أو تدريس الإعلاميات لتفريغهم وهم أساتذة التعليم الابتدائي، أو أسندت لهم مهامّ بمراكز التفتح الفني والأدبي بساعات عمل مخفّفة، فيما كانت القلة هي من تشتغل حضرت أشغال المنتدى الذي لن يكون له تأُثير على أكثر من 240 ألف أستاذ يحتضنهم القطاع، وما يزالون يطالبون بتفعيل اتفاق الحوار القطاعي من ترقيات في السلاليم والرتب ومنح مؤسسات الريادة التي يتم “جرجرة” أساتذتها كل شهر للشهر الموالي بعد ما وعدوا بأدائها في يوليوز 2024″، وفق تعبيرهم.

 

 

وانتقدت النقابات التعليمية وجمعيات التعليم الأولي تهميشها من الدعوة لحضور فعاليات المنتدى الوطني للمدرس رغم حضور هياكل الوزارة الممركزة واللاممركزة بالصفة في ورشاته.