جريدة

المهرجان الوطني لفيلم الهواة بسطات.. نقاش حول تأثير الذكاء الاصطناعي على السينما

 شكل موضوع تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على المجالات الإبداعية، وخاصة السينما، محور لقاء نظم بسطات في إطار فعاليات الدورة الـ 15 للمهرجان الوطني لفيلم الهواة.

وسلط الفنان الرقمي، يانيس راتبي، في مداخلته خلال الشق الأول من هذا اللقاء، حول موضوع الإبداع وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، الضوء على تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي في المجال الإبداعي عامة، والقطاع السمعي البصري على الخصوص، مبرزا إعادة تعريف الأدوار ضمن إنتاج فيلم وتطور العلاقة بين الفنان والذكاء الاصطناعي.

وتطرق السيد راتبي، في هذا الصدد، إلى العديد من التحديات، منها فقدان فرص العمل وتنميط الأعمال السينمائية وتدهور قيمة الإنتاج الذي يمكن أن يسببه الذكاء الاصطناعي، لافتا، في المقابل، الانتباه إلى الفرص التي تتيحها التكنولوجيا، من الإلهام إلى ما بعد الإنتاج، مع الاستشهاد بأمثلة عملية وملموسة.

كما قدم الفنان مراحل إنتاج مشهد باللجوء إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث اختار المشاركون “الطلبات” التي طرحها على البرنامج لإنتاج مقطع توضيحي قصير.

وأكد أن تحول البراديغم بفعل ظهور الذكاء الاصطناعي سيعود بالنفع على هواة السينما في المغرب، وهو الأمر الذي أجمع عليه جل المشاركين، مبرزا إمكانيات هذه التكنولوجيا في تطوير السينما المغربية.

وفي ختام مداخلته، تطرق الفنان الفرنسي، أيضا، إلى التحديات القانونية التي تواجهها هذه التكنولوجيا الجديدة، مشيرا إلى الإشكاليات التي يمكن أن تطرح لحماية عمل فني أنتجه الذكاء الاصطناعي من خلال حقوق المؤلف.

وخلال المداخلة الثانية، ثمنت الرسامة الرقمية، يسرى مهدي، الدور الإيجابي للذكاء الاصطناعي في المجالات الإبداعية، مقترحة اعتماده كوسيلة يمكن للفنان استخدامها لربح الوقت وإيصال رسالته بطريقة أكثر دقة، عوض اعتباره تهديدا للفنانين.

وعرضت السيدة يسرى مهدي، أمام المشاركين، عدة رسوم توضيحية، مسجلة أنه على الرغم من تأثير الذكاء الاصطناعي على المسار الإبداعي، يظل الإنسان هو الفنان.

من جانبه، تطرق أستاذ الفلسفة بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، عبد العالي معزوز، إلى العراقيل التي قد تعترض المبدعين الشباب بسبب الذكاء الاصطناعي، مسلطا الضوء على التهديد الذي يشكله في العديد من المهن التي يمكن أن “تعوضها” هذه التكنولوجيا.

وبعدما أكد أن الذكاء الاصطناعي يطرح عدة مشاكل يتعين معالجتها، علاوة على فقدان فرص العمل، مستشهدا بحقوق المؤلف على وجه التحديد، أبرز السيد معزوز أهمية “الحضور البشري” في الفن، معتبرا أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يقتصر على المجالات التقنية.

كما توقف عند مقاربة فلسفية لمفهوم الذكاء الاصطناعي، حيث تفاعل مع المشاركين حول إمكانيات الذكاء الاصطناعي، الذي ينتج توليفات معقدة من خلال البيانات التي يزود بها، لتوليد الأفكار و”تحديد المعنى”.

وتتواصل فعاليات الدورة الـ 15 للمهرجان الوطني لفيلم الهواة بسطات إلى غاية 9 دجنبر الجاري، من خلال عرض سلسلة من الأفلام في إطار المسابقة الرسمية، فضلا عن مجموعة من الفعاليات والندوات والنقاشات الثقافية والفنية والمعارض والأنشطة الموازية.