جريدة

النيبال : استقالة الحكومة وهروب آلاف السجناء وترشيح أول امرأة لرئاسة الوزراء

ميديا أونكيت 24

شهدت نيبال أسبوعاً دامياً من الفوضى والاضطرابات، تحوّل من احتجاجات سلمية ضد حظر وسائل التواصل الاجتماعي والفساد إلى أعمال عنف أدت إلى سقوط عشرات القتلى، واستقالة الحكومة، وهروب أكثر من 12,500 سجين، لتدفع البلاد إلى حالة من الغموض السياسي وعدم اليقين بشأن مستقبلها.

اندلعت شرارة الأزمة عندما فرضت السلطات النيبالية الأسبوع الماضي حظراً على منصات التواصل الاجتماعي، مما أثار غضب شريحة كبيرة من الشباب الذين خرجوا في تظاهرات حاشدة. وبلغت المواجهات ذروتها يوم الاثنين عندما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المحتجين، مما أسفر عن مقتل 19 شخصاً على الأقل، لترتفع حصيلة القتلى خلال الأسبوع إلى العشرات.

لم تفلح الاعتذارات الرسمية أو التراجع عن قرار حظر المنصات في تهدئة الشارع الغاضب. وفي يوم الثلاثاء، امتدت الاحتجاجات لتشمل إحراق مبانٍ حكومية، بما في ذلك المحكمة العليا، ومنازل وزراء، ومقر إقامة رئيس الوزراء الخاص، في مشاهد لم تشهدها البلاد منذ عقود.

في خضم هذه الفوضى، أعلن رئيس الوزراء، كيه بي شارما أولي، استقالته، مما فتح الباب أمام أزمة سياسية جديدة. ولم تكن الاستقالات هي الخسارة الوحيدة للدولة، حيث أفاد الناطق باسم الشرطة، بينود غيمير، بأن أكثر من 12500 سجين استغلوا حالة الاضطراب وهربوا من السجون، ولا يزالون طلقاء حتى الآن.

ورداً على التصعيد، فرض الجيش حظر تجول على مستوى البلاد، تم تمديده حتى يوم الجمعة، في محاولة لاستعادة النظام وإعادة الحياة إلى طبيعتها.

بوساطة من الجيش، بدأت محادثات بين ممثلي المتظاهرين – الذين ينتمون في غالبيتهم إلى جيل الشباب – والأحزاب السياسية لتشكيل حكومة جديدة. ورشح المحتجون رئيسة المحكمة العليا السابقة، سوشيلا كاركي، لتكون رئيسة الوزراء القادمة، مما سيجعلها أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ البلاد.

وحظي ترشيح كاركي بدعم عمدة العاصمة كاتماندو، بالين شاه، وهو سياسي مستقل يحظى بشعبية واسعة بين صفوف المتظاهرين. إلا أن هذا الترشيح لم يحظ بإجماع داخل المعسكر الاحتجاجي نفسه، ناهيك عن الأحزاب السياسية الرئيسية.

يبدو المشهد السياسي مقسماً ومتشظياً. فمن جهة، هناك قادة الاحتجاج الذين يجلسون إلى طاولة المفاوضات، ومن جهة أخرى، هناك آلاف الشباب مثل الناشط كيه بي خانال، الذين يشعرون بأنهم مُستبعدون من عملية صنع القرار. يعبر خانال عن مشاعر الكثيرين بقوله: “لا شيء يبدو واضحاً. كنا معاً خلال الاحتجاجات السلمية، إلا أن الوضع تغير بعد تفرقنا”.