جريدة

انطلاق فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الوطني للفنون التراثية بمدينة قلعة السراغنة

انطلقت أمس الخميس بقلعة السراغنة، فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الوطني للفنون التراثية، الذي ينظم إلى غاية 10 دجنبر الجاري تحت شعار “الفنون التراثية، هوية وذاكرة”.

  وشهد افتتاح فعاليات هذا المهرجان الذي حضره، على الخصوص، الكاتب العام لعمالة إقليم قلعة السراغنة، والمدير الجهوي للثقافة، وأطر بالمديريتين الجهوية والإقليمية للثقافة، فضلا عن أعضاء المجالس المنتخبة وفعاليات المجتمع المدني، تنظيم زيارة معرض للفنون التشكيلية لتسليط الضوء على أعمال عدد من الفنانين الذين يمثلون عدد من المدارس التشكيلية.

كما تميز افتتاح هذه التظاهرة بفقرة تكريمية لعدد من الفنانين الذين ساهموا خلال مسارهم الطويل في صون وإغناء التراث المغربي الأصيل والمتعدد وضمان انتقاله إلى الأجيال الصاعدة، فضلا عن تنظيم حفل فني.

وفي جو احتفالي بصمته تشجيعات وتصفيقات الجمهور من مختلف الأعمار، تم تكريم الفنانة فاطمة السهب، التي اشتهرت بين الفرق الشعبية فضلا عن مشاركتها في العديد من المهرجانات والبرامج والسهرات التلفزيونية.

كما تم تكريم الفنان الشعبي الميلودي الحمري، والذي نهل من مجموعة من شيوخ السراغنة، وأعلام العيطة الحوزية والمرساوية والبيضاوية.

وبهذه المناسبة، أوضح المدير الجهوي للثقافة مراكش آسفي، حسن هرنان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المهرجان يأتي في إطار خلق بنيات ثقافية تناسب حجم الإقليم وتستجيب لتطلعات المثقفين والمبدعين وعموم ساكنة الإقليم بالنظر الى أهمية المرتكز الثقافي في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمجالية المندمجة.

وأبرز السيد هرنان أن هذا المهرجان، الذي يتزامن مع تصنيف فن الملحون كتراث إنساني باليونسكو، يشكل تجربة مثمرة للعمل المشترك بين الوزارة الوصية والسلطات المحلية والمنتخبين وساكنة مدينة قلعة السراغنة، التي تعتبر تربة خصبة لخلق مبادرات ثقافية تهم البنيات التحتية والمآثر التاريخية والتنشيط الثقافي والتظاهرات الفنية.

وتندرج هذه التظاهرة الثقافية، التي تنظمها المديرية الجهوية للثقافة بمراكش- أسفي بشراكة مع عمالة إقليم قلعة السراغنة والمجلس الإقليمي وجماعة مدينة قلعة السراغنة، في إطار تنزيل توجهات الوزارة التي تروم صيانة التراث المادي واللامادي، وإبراز خصوصية الرصيد الحضاري الوطني، وتثمين الفنون التراثية والمشهدية بإلإقليم، وتأهيلها لتصبح رافعة مهيكلة للاقتصاد المحلي وقاطرة لفعل تنموي مندمج ومستدام.

وتعرف هذه الدورة، التي ستتواصل في فضاءات ساحة جنان روما ودار الثقافة قلعة السراغنة، مشاركة 14 فرقة موسيقية تمثل ألوانا تراثية متنوعة تعكس الموروث الفني الوطني، بالإضافة إلى مشاركة كوكبة من الفنانين المبدعين الشعبيين.

وضمن فعاليات هذه التظاهرة كذلك ورشات تكوينية في الفنون التشكيلية تستقي تيمتها من الفنون التراثية، يستفيد منها تلاميذ المؤسسات التعليمية والعديد من الفعاليات الجمعوية الشبابية بالمنطقة تحت إشراف ثلة من الفنانين والأساتذة الباحثين المتخصصين.

وتكريسا للتوجهات العلمية والأكاديمية للمهرجان، ستحتضن دار الثقافة بقلعة السراغنة أشغال ندوة علمية تقارب شعار الدورة “الفنون التراثية، هوية وذاكرة” بالبحث والدراسة، بمشاركة ثلة من الباحثين والأكاديميين تيمات بحثية مرتبطة بالذاكرة الفنية وتجلياتها مساهمة منها في إغناء الهوية الحضارية الفنية المغربية.

وتراهن وزارة الشباب والثقافة والتواصل- قطاع الثقافة على فعاليات هذا المهرجان لتعزيز التواصل الإبداعي بين أعلام الفنون التراثية والجيل الجديد من الفنانين الشباب لحمل مشعل الفنون التراثية وضمان استدامتها وتوهجها وطنيا ودوليا في أفق إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي اللامادي.