ويجمع هذا الحدث، الذي تنظمه غرفة التجارة والصناعة البلغارية، بالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط-سلا-القنيطرة، عدة جهات فاعلة من القطاع الخاص، بهدف مواصلة تعزيز الروابط الاقتصادية بين الرباط وصوفيا.
وأكدت سفيرة المغرب ببلغاريا، زكية الميداوي، في كلمة لها خلال افتتاح هذا المنتدى، أن هذا الحدث الاقتصادي سيكون بالتأكيد مقدمة لسلسلة طويلة من الفعاليات التي سترسم المستقبل القريب للعلاقات المغربية-البلغارية من خلال تعزيز التعاون بين القطاع الخاص في البلدين الصديقين.
وأبرزت السيدة الميداوي النموذج التنموي الاقتصادي للمملكة، والإصلاحات الهيكلية التي انطلقت تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والبيئة الماكرو-اقتصادية المواتية للاستثمار، مذكرة بأن المغرب اعتمد منذ أوائل الثمانينات سياسة الانفتاح الاقتصادي التي تهدف إلى تعزيز تجارته الخارجية وزيادة اندماج اقتصاده في النظام التجاري متعدد الأطراف.
ويتجلى هذا الانفتاح الاقتصادي، حسب السفيرة، في التوقيع على مجموعة من اتفاقيات التجارة الحرة مع حوالي 55 دولة، مما يتيح للمغرب الولوج إلى سوق تضم أزيد من مليار مستهلك، وكذلك مع منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية.
وقالت السيدة الميداوي إن المغرب، الذي يصنف من بين البلدان الأكثر جاذبية فيما يتعلق بالاستثمارات الأجنبية، قد أثبت نفسه على مر السنين كوجهة اقتصادية مفضلة.
وأشارت إلى أنه “بالنظر إلى موقعها على مفترق الطرق بين إفريقيا وأوروبا والمغرب العربي والعالم العربي، واستقرارها السياسي الراسخ، ومكانتها كشريك متقدم في المنطقة الأورومتوسطية، وانفتاحها على بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، وبفضل حوافز الاستثمار وبنيتها التحتية الفعالة، تكرس المملكة موقعها كمركز إقليمي وقاري ودولي متصل بشكل مثالي ببقية العالم”.
وبهذا المعنى، يمكن للمغرب أن يشكل بالنسبة لبلغاريا بوابة لفاعليه الاقتصاديين وبضائعه إلى الأسواق الإفريقية، تماما كما يمكن لبلغاريا بدورها أن تكون بمثابة منصة لرواد الأعمال المغاربة والصادرات المغربية للولوج إلى أسواق دول البلقان وأوروبا الشرقية، تقول السفيرة.
من جانبه، أشار نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة الرباط-سلا-القنيطرة، ياسر الصبار، إلى أن العلاقات التجارية بين المغرب وبلغاريا عرفت “نموا ملحوظا” على مر السنين، مسجلا سعي البلدين إلى تعزيز علاقاتهما الاقتصادية من خلال الاتفاقيات الثنائية والتعاون في مختلف القطاعات مثل التجارة والاستثمار والسياحة والزراعة.
وأضاف أن التجارة بين البلدين زادت مع تزايد الاهتمام بتصدير المنتجات المغربية إلى بلغاريا، في حين توسعت أيضا فرص الاستثمار الثنائية، مع التركيز بشكل خاص على قطاعات الطاقة وتكنولوجيا المعلومات والاتصال، فضلا عن السياحة.
بالإضافة إلى ذلك، تم بذل الجهود لتسهيل التجارة وتشجيع الشراكات بين المقاولات في البلدين، وبالتالي تعزيز التعاون الاقتصادي متبادل المنفعة.
ويتيح هذا الحدث، الذي يشهد مشاركة العديد من المقاولات المغربية، الفرصة للفاعلين الاقتصاديين من البلدين لإجراء مناقشات تجارية خلال الاجتماعات الثنائية، كما يوفر زيارات ميدانية للمقاولات والمناطق الصناعية البلغارية.