يعاني المركز الصحي الحضري ببن الطيب التابع لإقليم الدريوش من انقطاع تام للتيار الكهربائي بسبب عطل في العداد، مما تسبب في شلل جزئي للخدمات الصحية الأساسية، خاصة عمليات تلقيح الرضع، وسط غياب أي تدخل سريع من المندوبية الإقليمية للصحة أو الشركة الجهوية المسؤولة عن التوزيع.
بحسب مصادر إعلامية ، أدى الانقطاع المستمر للكهرباء إلى تعريض اللقاحات المخزنة للفساد، نظراً لانعدام التبريد اللازم لحفظها، مما أجبر المركز على تعطيل مواعيد التلقيح. وأثار هذا الوضع مخاوف الأهالي الذين عبروا عن سخطهم من تجاهل الجهات المعنية لسلامة أطفالهم، متسائلين عن المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن هذا الإهمال.
إلى جانب الأضرار الصحية، يواجه العاملون بالمركز ظروف عمل قاسية، حيث يعملون في ظلام دامس بسبب انعدام الإضاءة، مع انعدام التهوية وتعطل أجهزة التبريد، مما زاد من ضغوط العمل وسط ارتفاع درجات الحرارة. وأكد موظفون أن الوضع يُهدد جودة الخدمات المقدمة للمرضى، خاصة مع تزايد حالات التوتر والإرهاق بين الكوادر الطبية.
طالب سكان المنطقة المندوبية الإقليمية للصحة والمجلس الجماعي بالتحرك العاجل لإصلاح العطب الكهربائي وضمان استمرارية الخدمات، خاصة أن تأخير التلقيح يُشكل خطراً على صحة الرضع. كما دعا نشطاء محليون إلى مراجعة شاملة للبنية التحتية للمراكز الصحية الهشة في المناطق النائية، مؤكدين أن الحق في الصحة لا يحتمل التأجيل.
يُسلط هذا الحادث الضوء مرة أخرى على هشاشة المنظومة الصحية في العديد من المناطق القروية والصغرى، حيث تفتقر المراكز إلى أبسط مقومات العمل الطبي الآمن. ويتطلب الأمر تحركاً عاجلاً من السلطات المحلية والجهوية لتوفير الدعم اللازم ومنع تكرار مثل هذه الكوارث التي تهدد حياة المواطنين.
في انتظار أي تحرك ملموس، يبقى أهالي بن الطيب ومحيطها محاصرين بالقلق، بينما تستمر معاناة المركز الصحي في صمت يُنذر بعواقب صحية قد لا تُحمد عقباها.